هل يمكن لحكومة "أبا حمادي" أن تعقد مجلسا حكوميا استثنائيا وعلى عجل لتدارس الأزمة الخانقة التي تعرفها الأسواق المغربية والغلاء الفاحش للخضر والفواكه بعد الارتفاع الصاروخي للأثمنة؟ أم أن الإبقاء على الساعة الصيفية بقرار انفرادي أفضل من تأمين لقمة عيش شعب يئن تحت سياط حكومة الإسلام السياسي وشركائها؟

فعلا لقد نجح الإضراب الوطني لمهنيي النقل الذين يطالبون بتخفيض أثمنة المحروقات، والدليل أن العديد من الأسواق المغربية لم تصلها الخضر والفواكه والمواد الاستهلاكية الضرورية. "المارشي كيصفر، ولا حبة من الخضرة موجودة ، الناس ما لقات ما تشري"، يقول متقاعد من قطاع الفوسفاط لجريدة "أنفاس بريس". وأضاف قائلا: "خضر وفواكه لم تعد تليق لأي شيء، لا يمكن أن يتناولها حتى الحيوان، وأثمنتها فاقت كل التقديرات.. حرام على هاذ الحكومة اللي كتلذذ بعذاب شعب المغرب".

وأكدت مصادر الجريدة بجهة مراكش أسفي أن العديد من المارشيات والأسواق الأسبوعية بالجهة ظلت مرافقها خاوية على عروشها، ولم تصلها شاحنات نقل الخضر والفواكه، مما تسبب في أزمة حقيقية لدى المواطنين.

الصورة والوصف نفسهما عرفهما سوق اثنين بوشان بإقليم الرحامنة وسوق اثنين قلعة السراغنة، يوم الاثنين 29 أكتوبر 2018. وحسب المصادر نفسها فإن سوق ثلاثاء بن جرير لم يفتح أبواب مرافقه نظرا لنجاح الإضراب بنسبة 100% على اعتبار أن عاصمة الرحامنة تمتاز بموقع استراتيجي متفرع عن عدة طرقات وشرايين اقتصادية مهمة، مما ساعد على تمدد أزمة الخضر والفواكه في كل الاتجاهات. وفي السياق نفسه تأكد كذلك بأن سوق سيدي بنور بعاصمة دكالة بجهة الدار البيضاء سطات عرف نفس الأزمة الاقتصادية والتجارية.

فعاليات جمعوية تساءلت عن دور الحكومة في "حماية المستهلك من الغلاء الفاحش الذي تعرفه الخضروات والفواكه بسبب قلتها"، معربة عن قلقها عن المنتوجات الفلاحية بقولها "من سيعوض الفلاح المغربي عن خسائره المادية بعد بوار منتوجاته الزراعية؟" . وأكدت الفعاليات ذاتها بأن "استمرار هذه الحركة الاحتجاجية المتلازمة مع تمدد أزمة الخضر والفواكه عبر كل الأسواق الأسبوعية المغربية، وتصاعد احتجاجات المهنيين وشل حركة المواصلات، ينبئ بكارثة اجتماعية بسبب تعنت حكومة سعد الدين العثماني التي سارعت لعقد اجتماع مجلسها الحكومي الاستثنائي تحت الطلب للإبقاء على الساعة الصيفية، ولم تلتفت لمشاكل وقضايا شعب انهكه تدبير سبع سنوات عجاف، وتعاكس مطالب المركزيات النقابية الأكثر تمثيلية لحلحلة كل المشاكل الاجتماعية".