الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

عبد الوهاب بلفقيه.."ثعلب" الصحراء الذي يظهر ويختفي

عبد الوهاب بلفقيه.."ثعلب" الصحراء الذي يظهر ويختفي عبد الوهاب بلفقيه
بعد ثلاث سنوات، من التجاذبات الحزبية، و تمرين حثيث لأطراف متعددة، جربت سؤال تجاوز النخب التقليدية لجهة كلميم واد نون، عمل بلفقيه عبد الوهاب على إعادة ترتيب أوراقه السياسية، في المشهد السياسي لجهة/ تجريبية غير متنازع عليها ترابيا، متنازع عليها إثنيا! حقق ثعلب الصحراء " بلفقيه " على ( إعادة انتخابه في مكتب ثالث أهم مؤسسة دستورية، و عودة رياح الود مع غريمه لشكر ) . هذا دون الحديث عن حسمه لأغلب معاركه القضائية الصامتة ضد خصومه !
و لا محالة سيكون لهذه التحركات، تأثير على رقعة الشطرنج المبعثرة،في أحد أكثر الجهات( جهة كلميم واد نون ) التي شغلت الدولة و الحكومة و الأحزاب السياسية، و الرأي العام الوطني،و المشهد الإعلامي المغربي.
خصوصا و أن تربيته المخزنية العميقة، جعلته طيلة هذه المدة يتصرف وفقا لأعراف المخزن ( تلقي الضربات و السكوت le don d accumulation des coups) فبالرغم عن أنه عبر بقساوة صحراء الحسابات و التوازنات الإستراتيجية الكبرى للدولة ، و دفع ثمن السبات السياسي ، فإنه لم يتجاوز عتبات الهامش المسموح به.
لم يعلن على الدولة حروبا صغيرة للحفاظ على مصالحه. بل انسحب في صمت، و مارس معارضة ناعمة ضد خصومه الانتخابيين فقط و لا غير ،من خلال المحاكم و بأدوات القانون الإداري.
في حين إن الذين اقترحوا على الدولة أسماء معينة للعب دور البديل لبلفقيه، أبانت مشاريع هذه البدائل، عن قصور فادح في تدبير المرحلة ، و إدارة المعركة ، و تحديد الخصوم و الحلفاء ، و تورطوا بعد حين، هم أنفسهم في حرب مفتوحة ضد هذه الأسماء، و أحسوا بأن الدور اكبر منها ! و أن تربيتها السياسية بعيدة عن بروفايلات رجال الدولة ،و شروط دار المخزن ، و بناء استقطابات انتخابية قوية قادرة على حسم المعركة اعلاميا و شعبيا...( كما وقع في مجلس الجهة )
و الذين توسموا أيضا في أنفسهم لعب دور بديل مقترح ! وظفوا في خصومتهم ضده أساليب غير مقبولة بالمرة من الدولة العميقة ...من قبيل الإعلام الوطني و الدولي و المحلي ، و ضد رموز سيادية، و في قضايا سيادية، رافعين السقف عاليا... و حاولوا توريط القصر و الداخلية ، و مقربين من المربع الملكي في هذا الصراع! كلما أحسوا بالخطر ( كما وقع في افني)... خصوصا بعد أن سجل عليهم هذا الثعلب الصحراوي الصامت ، الملقب من طرف مناصريه بأسد الصحراء و من طرف خصومه بالعراب ! أهدافا متوالية، و حاصرهم بشراسة طيلة ثلاث سنوات الأخيرة ، دون أن يقحم لا الدولة و لا رموزها في حربه ضدهم !
هو فكر في صمت، و ضرب في هدوء و عمق، دون أن يثير غبار القصر أو الدولة . لأنه يعرف أن الموضوع هو صراع بين أحزاب...و ليس مع الدولة .
هم فكروا بردود أفعال غير مدروسة، و ضربوا بضجيج في كل الجهات، و أثاروا نقع كل المؤسسات في صراعات مصالح انتخابية و مادية، و تكلموا بلغة المعارضين للدولة و هم داخل المؤسسات ، أعلنوا عن نيتهم فضح مستور لم يكن إلا صراعا حول مجلس جهة و مجالس إقليمية !
ترى يقول ملاحظ من داخل ردهات الدولة العميقة، لو شاركنا هذه البدائل أسرار الدولة ؟!! ماذا سيكون موقفها في تدبير أول إختلاف انتخابي أو سياسي مع الدولة ؟
الدولة أي دولة لا يمكن أن تغامر بتوازناتها الإستراتيجية ، من أجل مصلحة انتخابية عابرة ، أو من أجل شخص! فالنظام السياسي لأي تجمع بشري لا يخضع لشخص ، بل تحكمه توازنات التحالفات ! فكيف بحالة من هو أصلا خارج التحالف الحاكم، و في مناطق ذات حساسية و رمزية وطنية.
الحساب كبير و البدائل كانت صغيرة أكثر من المطلوب بكثير.
لذلك على الخصوم أن يعترفوا بأن هذا العقل الإنتخابي يلزم لمنافسته ميدانيا وبقوة ،لاعبين أكثر دهاء و معرفة بطبيعة الخريطة السياسية بالصحراء، و طبيعة النظام السياسي المغربي.