الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

رسائل الملك محمد السادس لصد التآمر الإيراني على المغرب وبلدان الخليج

رسائل الملك محمد السادس لصد التآمر الإيراني على المغرب وبلدان الخليج الملك محمد السادس خلال استقباله لوزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز

استقبال الملك محمد السادس لوزير الداخلية السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز بالقصر الملكي بالرباط مساء يوم أمس (الأربعاء 10 أكتوبر 2018)، رسالة مشفرة إلى إيران وحلفائها ترمز إلى دفء العلاقات المغربية والخليجية، تتجاوز كل المصالح الضيقة و"الارتدادات" الدبلوماسية الخفيفة. المغرب الذي أعطى قطرات من دمه لـ"عاصفة الحزم" باليمن حتى لا تسقط في قبضة "الحوثيين" وفي المستنقع الإيراني، لا يمكن أن يضحي بتلك القطرات إلا إذا كان يؤمن بعمق "التحالف" مع دول الخليج و يؤمن بالمؤامرة الإيرانية التي تحبك في الخفاء بخيوط مسمومة.

الأطماع الإيرانية وحلم إحياء الإمبراطورية الفارسية وتصدير المذهب الشيعي لينتشر من الخليج إلى المحيط اصطدمت بجدار صد مغربي، أدرك المؤامرة الإيرانية لتهديد استقرار المغرب، عبر اللعب على ورقة قضية الصحراء، واستعمال ورقة حزب الله في العلاقات المغربية الجزائرية، لتسليح جبهة البوليساريو.

دولة علي خامنئي، المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، تقتات على هذه النزاعات الإقليمية عبر زرع منظمات إرهابية في الخليج (الحوثيين باليمن) والشام (حزب الله بلبنان) و(المتطرفين بفلسطين)، وهي تترصد اليوم شمال غرب إفريقيا من أجل توسيع هيمنتها، لاسيما البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، وعلى رأسها المغرب. وهو ما يفسر التقارب الإيراني الجزائري لحماية "بيضة" البوليساريو، كجبهة انفصالية أصبحت تشكل هدفا استراتيجيا لطهران ومطية تستغلها في خطتها العدوانية للتغلغل إلى إفريقيا، ولن تجد إيران أفضل من "مرتزقة" البوليساريو التي يعتمد اقتصادها على "التهريب" بمنطقة الساحل الغربي لإفريقيا جنوب الصحراء. فما الذي سيغري طهران في عناصر انفصالية غير تجنيدهم من اجل مصالحهم التوسعية بشمال إفريقيا، وهذا ما يبرر الارتباط القائم بين "حزب الله" اللبناني و"البوليساريو" الممول من طرف العسكر الجزائري، والذي حذر منه ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، في مقابلة سابقة مع موقع "بريتبار" الأمريكي، واصفا هذا الارتباط بأنه يكتسي "طابعا خطيرا" على شمال إفريقيا. وقال في هذا السياق: "اليوم، هم (الإيرانيون) يقومون بنفس الجهود بباقي دول شمال إفريقيا. ويستقطبون بعض شبابنا عن طريق تمكينهم من منح دراسية"، مضيفا أن طهران تطلق أعمالا "تبشيرية" لدى الجالية المغربية المقيمة بالخارج، لاسيما في بلجيكا. من جهة أخرى، اعتبر الوزير أن حزب الله يشكل "تهديدا" اقتصاديا بإفريقيا، معربا عن اعتقاده بأنه لا ينبغي أن نقلل من شأن ما تفعله إيران في إفريقيا جنوب الصحراء عبر مبادرات ذات صبغة مالية".

ويبدو أن إيران التي بادر المغرب إلى قطع علاقاته الدبلوماسية معها، لم تعد تشكل مصدر قلق وإزعاج بالنسبة لجيرانها فقط بمنطقة الشرق الوسط منذ اندلع ما يسمى بـ"الثورة الإسلامية" عام 1979 بإيران، بل امتدت سمومها وإزعاجها حتى شمال وغرب إفريقيا، بحكم أن نشوة إيران تتمثل في رؤية المنطقة وقد تحولت إلى بؤرة حرب، وأشلاء جثث وبقعة دم وسماء تحلق فيها العقبان والنسور.