السبت 20 إبريل 2024
خارج الحدود

حزب الإصلاح..الذراع المسموم للإخوان الذي يسعى للانقضاض على اليمن

حزب الإصلاح..الذراع المسموم  للإخوان الذي يسعى للانقضاض على  اليمن توكل كرمان (الإصلاح) ومحمد عبد السلام (أنصار الله)

تتزايد المؤشرات يوما بعد يوم على حدوث تحول كبير في مواقف حزب الإصلاح اليمني قوامه بروز جناح داخل الذراع السياسي لجماعة الإخوان باليمن مناهض لـ "التحالف" وداع إلى التصالح مع "الحوثيين" بعد ثلاث سنوات ونصف على إعلانه تأييد "عاصفة الحزم"، وهي الدعوات التي قوبلت بالترحاب من قبل "أنصار الله".

وتعد توكل كرمان الوجه الأبرز في ما يعرف بـ "جناح الإصلاح في تركيا وقطر"، والتي دعت أخيراً إلى "مصالحة وطنية مع الحوثيين، وتشكيل حكومة وحدة وطنية"، وهي الدعوة التي أثارت حالة من السخط في الأوساط اليمنية وتساؤلات ملحة عن مدى جدية حزب الإصلاح في التخلص من تبعيتهم العمياء لدولة قطر التي تسعى إلى افتعال الأزمات في مناطق خاضعة لسيطرة الشرعية.

وقد أعقبت الغزل السياسي بين الذراع السياسي لجماعة الإخوان باليمن والحوثيين تسريبات عن لقاء احتضنته الدوحة أواخر دجنبر الماضي، والذي جمع كل من الناطق الرسمي لـ "أنصار الله" محمد عبد السلام، والقيادية في "الإصلاح" توكل كرمان، والقيادي في الحراك الجنوبي فادي باعوم.

وحسب المحللين، فإن حزب الإصلاح يسعى لإيجاد موطئ قدم على الخارطة السياسية لليمن في فترة ما بعد الحوثي.. فمنذ أول وهلة للانقلاب، رفض حزب الإصلاح مواجهة مشروع الميليشيات المدعوم من إيران رغم امتلاكه لمعسكرات كبيرة في صنعاء وعمران، أبرزها "الفرقة الأولى مدرع" التابعة لعلي محسن الأحمر، حيث سلم حزب الإصلاح هذه القوات العسكرية والآليات والصواريخ لتسقط بسهولة في أيدي ميليشيات الانقلاب، في الوقت الذي أعلنت فيه قيادات إصلاحية آنذاك امتلاكها لنحو 70 ألف مقاتل جاهزين للدفاع عن صنعاء، واختفت كل قوات حزب الإصلاح من محيط صنعاء، بأوامر سياسية أصدرتها قيادات الحزب، وحتى بعد تحرير المحافظات الجنوبية، واصل حزب الإصلاح أعماله الانتهازية ليبدأ عقب ذلك عمليات الانتقام ضد كل ما هو جنوبي أو له صلة بالتحالف في محافظات الجنوب.

هذا التعامل الذي يصفه الكثيرون بـ "الخبيث" للتنظيم الإخواني يكشف محاولة الركوب على التضحيات الجسام التي تم تقديمها لتحرير اليمن من قبضة ميليشيا الحوثي الإيرانية، إذ ظلت جماعة الإخوان ممثلة بحزب الإصلاح على الهامش وتتبنى تكتيكات مثيرة للشكوك، ومنها تواتر الأنباء عن تنازل الحزب ميدانيًا عن بعض المواقع الاستراتيجية لصالح الحوثيين؛ لتخفيف الضغط عليهم في الحديدة التي أظهر فيها إعلام قطر، وهو عادةً الناطق بلسان سياسات تنظيم الإخوان المسلمين، ميلًا واضحًا لصالح الميليشيات التابعة لإيران، وقد تنبه الكثيرون لدور حزب الإصلاح، بعد تقرير الأمم المتحدة الذي لم ينصف التحالف العربي، باعتماده تقارير صادرة من منظمات تابعة للحوثيين، وصادرة كذلك من منظمات ممولة من إخوان اليمن. وفي هذا الإطار يمكن استحضار تقرير منظمة سام للحقوق والحريات، وهو الممول قطرياً، والذي أشرفت عليه توكل كرمان ودعمته عبر علاقاتها، حتى وصل إلى دوائر حقوقية وأممية والذي حمل -حسب المراقبين- جملة من المغالطات، واستند على شهادات زور من أطراف مختلفة، وتضمن في فحواه مزاعم بأن التحالف العربي يمتلك سجوناً سرية في المحافظات الجنوبية المحررة، وتحديداً عدن والمُكلا، كما زعم التقرير وجود حالات تعذيب واختطاف خارج القانون..

صدور ذلك التقرير كشف أن الآلة الإعلامية لجماعة الإخوان، بداية من قناة الجزيرة القطرية والقنوات التابعة لحزب الإصلاح والكثير من المواقع الإخبارية الإلكترونية، قد تعاملت مع التقرير بشكل يظهره بأنه حقائق ثابتة لا يمكن الطعن فيها، ولم تتوقف هذه الآلة الإعلامية، حتى مع تمرير التقرير إلى دوائر أممية عبر الدبلوماسية القطرية، إذ كانت خطة إخوان اليمن عبر كافة دوائره السياسية والإعلامية، تركز على تفكيك تحالف الدول العربية الأربع (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، الذي أعلن مقاطعته لدولة قطر في 5 يونيو 2017 ، ثم تلتها بعد ذلك حملة توكل كرمان وعبر ما تمتلكه من وسائل إعلام، على رأسها قناة "بلقيس" و"يمن شباب" بخطوة لافتة، وهي الهجوم على السعودية، وكان لافتاً لكل المراقبين، هذا التطور في الخطاب العدائي لحزب الإصلاح تجاه قيادة التحالف العربي .

ويواصل الإصلاح اليمني سيطرته على الوظائف الحكومية في مأرب وعدد من المناطق الجنوبية، فيما تواصل جماعة الحوثي نهب مؤسسات الدولة في المناطق الخاضعة لسيطرتها والاستحواذ على المناصب القيادية، ويستهدف الطرفان إقصاء أي قوى وطنية مناهضة لهما، وشيطنة الدور الإنساني لدولة الإمارات العربية المتحدة في اليمن، وخلق صورة عدائية نمطية سيئة عن الإمارات لدى المواطن اليمني سواءً في الشمال أو جنوب اليمن.

ومع تواصل المعارك في اليمن، باتت كل المؤشرات تؤكد خذلان إخوان اليمن للتحالف العربي، إذ ظلت العمليات العسكرية مستمرة على جبهات نهم وميدي والجوف، بالمقابل ظلت حالة الجمود العسكرية سيدة الموقف، وفي هذا الإطار يمكن استحضار ابتزاز حزب الإصلاح للتحالف العربي في تعز في أكتوبر 2017 بحشد الحوثيين لأبناء تعز في احتفالات جماهيرية، كشفت وجهاً خائباً لتكسب حزب الإصلاح من معاناة السكان والمتاجرة الرخيصة بأرواح المدنيين، كما يستحضر المراقبون تسليم حزب الإصلاح مدينة المكلا لتنظيم القاعدة الإرهابي في الأسبوع الأول من انطلاق عاصفة الحزم دون مقاومة تذكر، الى جانب تبوث انتماء عدد من الانتحاريين إلى "جامعة الإيمان" في صنعاء وهو المعطى الذي يؤكد أن هذا الحزب يجند الأفراد للقيام بالعمليات الإرهابية، دون إغفال ما تم كشفه من مخازن للذخيرة في الجامعة عام 2014 .

وهي المعطيات التي تؤكد أن التوجيهات القادمة لكوادر إخوان اليمن، هي التمسك بمكتسباتهم الحالية، وانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على السلطة السياسية في تنكر فاضح لتضحيات دول التحالف في سبيل إعادة الشرعية في اليمن.