السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

محمد الصبر: سياسة حكومة العثماني قضت على أحلام أطفالنا وشبابنا وفرخت أوبئة عضال

محمد الصبر: سياسة حكومة العثماني قضت على أحلام أطفالنا وشبابنا وفرخت أوبئة عضال محمد الصبر

انتخب المؤتمر 15 للجمعية المغربية لتربية الشبيبة، المنعقد أيام 05-06-07 أكتوبر2018 بمجمع الطفولة والشباب بوزنيقة، تحت شعار: "ترسيخ الفعل التطوعي رافعة للدفاع عن قضايا الطفولة والشباب"، محمد الصبر، رئيسا للجمعية لولاية ثانية، المؤتمر عرف  مشاركة حوالي 300 مؤتمرة ومؤتمر، يمثلون كل فروع الجمعية، تم انتخابهم في جموع عامة وفق مقتضيات القانون الأساسي للجمعية.

وكشف محمد الصبر، رئيس الجمعية المغربية لتربية الشبيبة، عن أهم الملفات التي ستشتغل عليها قيادة الجمعية في المرحلة القادمة. مشددا على ضرورة إعادة بعث المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي وفق رؤية شمولية مندمجة، وطبقا للقوانين الكونية. في ما يلي حوار معه حول حيثيات الموضوع:

+ ما هو برنامج العمل الذي ستسطرونه خلال الولاية القادمة؟

- من بين أكثر القضايا أهمية لدينا، تتجلى بالأساس في عدم الانزياح عن التشبث بخط الفعل التطوعي الحقيقي في ممارستنا، كجزء من هويتنا التي لا يمكن تصور "لاميج" في منأى عنها، والمساهمة في ترسيخ ونشر ثقافة التربية على حقوق الإنسان والثقافة الديموقراطية والمواطنة في المجتمع وبشكل أدق النهل من معين المقاربة الحقوقية عامة والمرتكزة على حقوق الطفل على وجه أخص، عبر الأنشطة الموجهة للأطفال ورفاق الجمعية (اليافعين) والشباب، سواء بالفروع أو بالمخيمات الصيفية والملتقيات الوطنية، كفضاءات تسمح للمشاركين فيها بقيادة مبادرات في المجال التربوي الحقوقي في الفروع والجهات.

+ تتحملون المسؤولية في ظل أزمة خانقة يعيشها العمل الجمعوي والإشعاع التربوي للجمعيات الوطنية، هل هناك خطة عمل لجمع شمل الحركة الجمعوية في جبهة واحدة للدفاع على المكتسبات التي حققتها الحركة منذ الاستقلال إلى اليوم؟

- لقد أصبح العمل الجمعوي في السنوات الأخيرة ورشا شاسعا مفتوحا لكل المبادرات ومنفتحا على كل القطاعات، حتى أصبح يجسد أداة مجتمعية عصية على التنميط بتعدد الاختصاصات، وهو انفتاح لن يتوقف في ظل العولمة الثقافية والفكرية والتجريبية التي تجعل الأفكار والتعابير والحريات عابرة للقارات وعصية على الطمس أو المصادرة.. وكنا نحن في الجمعية من السباقين إلى طرح ضرورة هيكلة هذا المجال وتقنينه، ليس بغاية التضييق على أي كان، ولكن من أجل التحرك في إطار خطة عمل استراتيجية متجددة بحسب التحديات والضرورات المجتمعية.. فطالبنا، ولا نزال، بإعادة بعث المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي وفق رؤية شمولية مندمجة، وطبقا للقوانين الكونية، لأن الشباب في هذه اللحظة الراهنة يتطلب الإنصات إليه وإلى طموحاته ليس بالصورة الهلامية المتبعة الآن، وإنما بتدبير محكم، يحقق آمال وطننا وشعبنا. وكنا نثير ذلك في كل اجتماع وفي كل مناظرة وفي كل مؤتمراتنا ولقاءاتنا، حتى تلتقي الإرادات الصادقة كيفما كان نوعها بما أنها كلها تهتم بالشأن الشبابي.. وبما أن بلدنا يحتاج للاستفادة من طاقاته البشرية التي لا سبيل لتجاوز مراتبنا المتخلفة عالميا إلا بهذه الطاقات، إنها الأمل، إنها المستقبل، فكفانا من الهدر والتبديد وكفانا من سن السياسات الانفعالية التي أبانت دوما قصورها في فهم الشأن الشبابي دون الإنصات إليه من خلال هيئاته التنظيمية وإشراكها في التدبير.

+ هناك من يرى أن الركود الذي تعيشه  الحركة الجمعوية كان له انعكاس سلبي على ترافعها من أجل الطفولة والشباب، هل تتفق مع هذا الطرح؟

لا أتفق.. إن الآمال معقودة على شبيبتنا وعلى الهيئات الجمعوية وباقي الهيئات الحية من أجل صيانة المكتسبات وتعزيزها استثمارا لرصيدنا البشري، واستكمال المسار الديمقراطي الحقيقي وفق المعايير الكونية المعروفة، وكعادتنا داخل الجمعية المغربية لتربية الشبيبة سنكون سباقين إلى المشاركة في كل ما يتطابق مع مبادئنا وأهدافنا التي هي من إنتاج الشباب، وتعود إليه أيا كانت الميادين التي تدخل في صلب اهتماماتنا، ومن أي موقع جاءت سواء من الحكومة أو من باقي القطاعات ذات الصلة أو من مختلف تنظيمات العمل الجمعوي، لأننا نعتقد أن الهدف واحد وإن تغيرت الوسائل.

+ هل أنصفت حكومة العدالة والتنمية، وحلفاؤها، الحركة الجمعوية، وما تقيمك للأداء الحكومي فبما يخص الشق المرتبط بالطفولة والشباب؟

- إننا في الجمعية المغربية لتربية الشبيبة يحدونا الأمل في أن يجد الشباب في موطنه الديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية التي تشكل الوشائج الوثقى لعمق الانتماء لهذا الوطن، وهي مع كامل الأسف الوشائج التي أضحت تتداعى مع الحكومة الحالية نتاج السياسات الارتجالية المتبعة في ميدان الطفولة والشباب مباشرة، وفي مختلف الميادين الأخرى التي هم على احتكاك بها، والتي قوامها سوء الحكامة والتدبير المرتجل واللامحاسبة وسوء الاختيارات.. فكانت النتيجة هي ما نراه اليوم في المدرسة العمومية والمستشفيات وسوق الشغل وغيرها، وكلها مستنقعات تفرخ أوبئة عضال من محسوبية وانتهازية واتكالية وفردانية... وكفر بالوطن تتصدى بتداعياتها للقيم والمثل المضادة التي ناضلت الجمعية عبر كل أجيالها وروادها من أجل تثبيتها في عقول ناشئتها، شبابا وطفولة، وكأن الحكومة تستمرئ تقويض ما تبنيه دون أن تنتبه إلى مخاطر مساعيها إلا عند رجة قوارب الموت.