سعد الدين العثماني، و" دومينيك دوفيلبان"، الوزير الأول الفرنسي السابق لا أرى سببا موضوعيا لمهاجمة رئيس الحكومة سعد الدين العثماني؛ بعد تصريحه بأن الوضع بالمغرب أفضل من فرنسا. لا أفهم سر التحامل عليه ولا أحد تساءل مع نفسه ماذا كان يقصد العثماني بكلمة "الوضع". ولأننا نملك نوايا خبيثة، وأصبحنا مثل "حفاري القبور" على أهبة نبش التراب وردمه، يتساوى في ذلك "الطيبون" و"الخبيثون"، لم نضع الكلمة في سياقها الدلالي، مع العلم بأن العثماني كان يقصد بكلمة "الوضع" معنى "الولادة"، أي أن نساءنا ولودات كالأرانب وأفضل "إنجابا" و"وضعا" من قريناتهن الفرنسيات.
العثماني ليس مجنونا حتى يقصد عكس هذا الكلام، وحتى إذا قال عكس هذا الكلام، فهذا ليس مبررا كي نجلده. ألم نكن نتمنى من العثماني "عار الله يقول غير كليمة"، ثم بعد أن تكلم نحاسبه حسابا عسيرا. حرام ثم حرام أن نكافئ رئيس حكومة بوداعة "أرنب" بترصّد "زلّات" لسانه. هو على الأقل لم يختر الطريقة "البنكيرانية" في كثرة الّلغو والكلام "الباسل"، بل اختار ألا يتحدث من فراغ. وكيف نطلب منه أن يتحدث من قلب حكومة "فارغة" و"جوفاء" و"كاسدة"؟!
كان حريّ بنا أن نشكر العثماني على جرأته وصراحته مع الشعب المغربي بغياب "شيء" اسمه "الحكومة، لذا كان واضحا معنا منذ البداية، بعقلية محلل نفساني يفهم خطورة كثرة الأقوال بلا أفعال، وما معنى أن تكون رئيس حكومة لأربعين وزيرا معظمهم وزراء "أشباح"!!
لذا كان علينا أن نتفهم أي زلّة لسان من رئيس حكومة لم يروّض لسانه على الثرثرة الجوفاء.
ربما نشكر العثماني على أمر مهم، هو أنه أنسانا في "شيء" اسمه حكومة، فلم نعد نتابع جلسات البرلمان أو نحفظ أسماء البرلمانيين ونتداول مقاطع فيديوهاتهم بالفايسبوك. نسينا كل هذا "الوجع" وأصبحنا نفكر أكثر في أحوالنا وأحوال أبنائنا وهجرنا ثرثرة المقاهي!!
والفضل كله يرجع لسعد الدين العثماني "أخجل" رئيس حكومة في التاريخ. وهذه نعمة نُحسد عليها كي نملك رئيس حكومة تحمّر وجنتاه خجلا إذا طلبت أن تلتقط معه مجرد صورة، ناهيك أن يلقي خطابا.
ثورتكم على العثماني هو إعلان صريح عن حنينكم إلى مرحلة بنكيران الذي ينتظر إشارة بالأصبع كي يعود إلى الاستبداد بالحكومة.
أنا أساند صمت رئيس الحكومة، وأسانده حتى إذا نطق وزلّ لسانه.
وبيناتنا شحال دوا سعد الدين العثماني هاذي ثلث سنين؟! وملي كيدوي ياك كيدوي بالقطّارة والعبار؟!
فهمتوني ولا لا؟!!!!!!
