السبت 27 إبريل 2024
سياسة

نورالدين الطويليع: "يتيم" قناص فرص التصابي لتعويض سنوات القحط والجفاف

نورالدين الطويليع: "يتيم" قناص فرص التصابي لتعويض سنوات القحط والجفاف الوزير محمد يتيم ونورالدين الطويليع

"لو اخترت الصمت لكان خيرا لك، وكفيتنا بذلك شر خرجة إعلامية بئيسة كلها مغالطات".

أن تستنكر عرض صورتك وأن تتجول في باريس بصحبة من سميتها خطيبتك، هذا يضعنا أمام احتمالين:

- أولهما أنك، بعد سفر فكري طويل، اهتديت إلى الأخذ بمفهوم الحرية الفردية التي طالما سحلت، أنت وكثير من إخوانك، دعاتها واتهمتموهم  بمحاولة إغراق المجتمع في الرذيلة والفاحشة.. فهل هي توبة ومراجعة فكرية واعتراف بصواب رأي الطرف الآخر (قوى اليسار الحقوقية)، أم هي انحناءة واستعانة بسلاح الخصم حتى تمر العاصفة، وتعود حليمة إلى عادتها القديمة وفق براغماتية بغيضة لا تتورع في تبني أي فكرة مادامت مفيدة ونافعة ومواتية للظرفية، ولو كانت بصيغة المفارقة الصارخة؟

- أما الثاني فهو أنك، السيد يتيم، ساذج لا تفقه في أمر السياسة شيئا.. لقد تبجحت قبل شهور قليلة بأنك وزير، ولست مواطن زنقة، وحري بمن حظي بهذا الوضع الاعتباري أن تسلط عليه الأضواء، وأن تترصده العيون، وهذه من البديهيات المعروفة في كل بقاع العالم، هل كنت تنتظر أن تحظى بوضع الاستثناء، وأن يقال لك افعل ما تشاء، فأنت الوزير الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟؟

كفى بلاهة وسذاجة، أو ديماغوجية وعنفا رمزيا، وكفى تغليطا واستغباء لمواطن صار يسمع خطابا في اتجاه، ويرى ممارسة في اتجاه آخر، ثم يطلب منه أن يتبنى الاثنين، لا لشيء إلا لأن الفعل صادر عن الطاهر المطهر الذي يجب أن تلوى أعناق النصوص لتلائم كل حالاته وأحواله مهما تناقضت.

كفى استدعاء للشاهد القرآني في مواقف كان الأولى أن يترك الدين بعيدا عنها، ما علاقة الآية القرآنية "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا سبحانك هذا بهتان عظيم".. بجولتك الليلية الباريسية؟ هل تريد من المغاربة أن يخرجوا عن بكرة أبيهم ويقولوا: "هذا بهتان عظيم"، ثم إذا أتى ذات السلوك طرف آخر من خارج القبيلة قالوا: "هذا عمل شنيع"؟

دماء حياة لم تجف بعد، وآلاف الشباب يرمون أنفسهم في عرض البحر بحثا عن لقمة عيش، قد تحولهم إلى لقمة سائغة لحيتان البحر، في غمرة هذا الواقع البئيس يجد يتيم، وهو الوزير المكلف بالشغل، متسعا من الوقت ومن "الخاطر" للاستجمام والبحث عن حلاوة العيش في بلد الحرية، ربما لأنه لم يكن يحلم بصفة الوزير، ومادامت الفرصة قد سنحت فلا بأس من التصابي وتعويض سنوات القحط والجفاف .

 افعل ما تشاء، لأن الصفاقة بلغت منتهاها، ولم نعد نتفاجأ بأي سلوك مهما كانت طرافته، لكن لا داعي للمغالطة والاستمرار في الركوب على موجة الطهرانية الكاذبة.