الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

سوسن الشاعر: على دول الخليج استخدام كل إمكانياتها لمساعدة المغرب في قطع اليد الإيرانية عنها

سوسن الشاعر: على دول الخليج استخدام كل إمكانياتها لمساعدة المغرب في قطع اليد الإيرانية عنها سوسن الشاعر

في هذا الحوار مع الزميلة الإعلامية، سوسن الشاعر، من البحرين، تتحدث عن مخاطر الاختراق الإيراني لمنطقة شمال إفريقيا، وكيف أن إيران تنتهز أي صراع في أي دولة عربية لتصطف مع أحد الأطراف وتغرس خنجرها في تلك الدولة ثم تبدأ بالابتزاز، وهذا ما فعلته إيران مع جبهة البوليساريو في الجزائر مع المغرب حين دعمت الجبهة ضدها.. فالبوليساريو هو «الحوثي» المغربي، تقول الإعلامية الشاعر في حوار مع "أنفاس بريس"..

+  تحدثت عن دعم إيران لجبهة البوليساريو كما تدعم الحوثيين في اليمن، ما هي مرتكزات هذا التقابل؟

- لدى ايران مشروع توسعي يمتد للبحر الأبيض المتوسط، ولتحقيق هذا المسعى نجحت في تأسيس جماعات تعمل لخدمة مصالحها بالوكالة والنيابة عنها، من خلال تمويلها وتسليحها وتدريبها على السلاح لضرب الاستقرار في المنطقة.. والأمثلة كثيرة، منها حزب الله اللبناني ومليشيات الحشد الشعبي العراقي وكذلك جماعة الحوثيين في اليمن.. هذه الجماعات تعمل بتنسيق متكامل ومنظومة قيادية مركزية ولا سر في ذلك.

من كل هذا فقد نجحت إيران في استمالة الحكومة الجزائرية ومد اليد لجبهة البوليساريو كذلك. وما قاله ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية المغربي، يؤكد ذلك بأن العمل على تمكين الجماعات الانفصالية في الدول العربية هو هدف إيراني يساعدها في تفكيك وحدة الدول ويسهل اختراقها.

وهذا ما أكده الوزير المغربي في حديث صحفي، أن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها للبوليساريو من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب أفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق هنا بواجهة "للهجوم الذي تشنه طهران في أفريقيا".

+ هل يمكن الحديث عن بداية تنزيل توسع النفوذ الإيراني في منطقة شمال إفريقيا عبر دعم البوليساريو؟

- تستفيد إيران من وكلائها بإبقائهم أداة ابتزاز وتهديد مسلط على أمن واستقرار الدول، مثلما يحدث في اليمن ولبنان والعراق، والقصة المغربية لا تختلف عنها.

دعم جبهة البوليساريو هو لاستغلالها في الضغط على المغرب لابتزاز مواقفه السياسية وللوصل من خلالها بالنفوذ الإيراني إلى خاصرة الوطن العربي الغربية.

فإيران أمام مشروعها التوسعي العدواني تسقط كل القيم والمبادئ الإنسانية ولا يهمها عدد ضحاياها وضررها، مدت يدها لكل جماعة إرهابية تستهدف أي دولة عربية، حقدها فاق كل حد على العرب، وإلا ما الذي يجمع بين مليشيات عسكرية كالبوليساريو في أقصى غرب القارة الأفريقية وإيران؟ لا حدود سياسية ولا عقيدة ولا أي مصلحة مشتركة واحدة تجمعهما سوى أن المشروع الإيراني التوسعي يسعى لإيجاد موطئ قدم له في أفريقيا وزعزعة أمن جميع الدول العربية حتى تلك التي تبعد عنها بآلاف الأميال.

+ تأييد إيران ودعمها لجبهة البوليساريو، هل هو أيضا مدخل لتوسيع المذهب الشيعي في المنطقة؟

- من خلال مراقبة الحراك الايراني في المنطقة هي تعمل على كسب الولاء السياسي من خلال نشر التشيع، أو من خلال الدعم المالي، كما تفعل مع حركة "حماس" دون أن تشيع منتمي "حماس"، ولكن تعاون جماعة الإخوان المسلمين مع إيران، يتبدى ذلك في أكثر من دولة، فهي تبحث عن جماعة لديها طموح سياسي مناهض للدولة، وتعمل على دعمه وكسب ولائه، والتشيع أحد وسائلها، إنما تفعل ذلك في مناطق فقيرة كبعض الدول الأفريقية والشرق أسيوية.

إيران لم تترك بلداً عربياً دون أن تزرع بذرة شر فيه، وضعت يدها في يد كل جماعة تناهض الحكم، وتلك وسيلة نص عليها دستور نظام الملالي الإيراني.. وها هي اليوم، كما الأمس، تصدر الثورة كما نص دستورها، حتى في المغرب العربي.. ولا يعرف الشر الإيراني إلا من اكتوى بناره كالبحرين.. لذلك فإن البحرين ودول الخليج عليها أن تستخدم كل إمكانياتها لمساعدة المغرب في قطع اليد الإيرانية عنها، مثلما هي مهمتها في قطع يدها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.

+ هل يمكن الحديث عن خذلان عربي للمغرب وهو يتصدى وحده لإيران في المنطقة؟

- بالنسبة (للخذلان) العربي للمغرب، فان المغرب أيضا يلام لعدم انخراطه إعلاميا لتوضيح الصورة للمتلقي العربي، وخاصة الخليجي حول التحرك الإيراني في المنطقة.

ولا أخفيك أنه لولا مبادرة سعادة السفير المغربي في البحرين بإرساله خبر اللقاء للوزير المغربي لما وصلتنا تلك المعلومات.

يحتاج المغرب أن يفعل حلقات الاتصال مع المتلقي الخليجي كي يشكلان معا جماعات تضغط على الحكومات للتنسيق والعمل سويا لمواجهة خطر المد الإيراني.