في الخطاب الملكي الأخير الذي حث فيه محمد السادس أمناء الأحزاب على تشبيب كفاءاتهم الحزبية وضخها بدماء جديدة، كان امحند لعنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية ينصت للخطاب بعينين غافيتين، وأذنين مشمّعتين بالقطن، وحين انتهى الخطاب الملكي استفاق لعنصر من غفوته وأول قرار اتخذه هو إعادة ترشيح نفسه لزعامة حزب الحركة الشعبية للمرة التاسعة على التوالي انسجاما مع روح الخطاب الملكي، أي منذ الإطاحة بـ "الزايغ" عام 1986. امحند العنصر الزعيم الذي لا ينافسه في الأقدمية البرلمانية إلا القيادي الاتحادي عبد الواحد الراضي، "عاشر" سلسلة من الحكومات اليسارية واليمينية، وحمل حقائب وزارية متنوعة، قبل أن يستقر به المقام بكرسي رئاسة جهة فاس مكناس.

رحلة "مخملية" طويلة قضاها "شيخ الشباب" في رحاب السياسة، منها 36 سنة وهو زعيم لحزب "السنبلة"، مدة زمنية طويلة نسبيا في عمر زعيم حزب، جلس فيها ملكان على العرش، وخاض فيه المغرب أربع مونديالات للعالم ما بين مونديال مكسيكو 1986 ومونديال روسيا 2018. الزعيم "ذو القرنين"، تربع على عرش حزب "السنبلة" في القرنين 20 و21. عاصر 6 رؤساء في الولايات المتحدة الأمريكية.

كان شاهدا على تعديل أربع 4 دساتير 72 و 92 و96 و2011.

عايش 12 حكومة و7 برلمانات.

لعنصر منذ توليه حقيبة الأمانة العامة للحكومة كان عمر ماكرون رئيس فرنسا 5 سنوات، وعمر رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانثيز 10 سنوات، وعمر رئيس وزراء كندا جاستن تورودو 11 سنة.