الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

شمس السفير الفرنسي باجولي تحرق استبداد النظام الجزائري بعد تعريته للعالم

شمس السفير الفرنسي باجولي تحرق استبداد النظام الجزائري بعد تعريته للعالم برنارد باجولي
كما هناك أنظمة خلقت لتكون مرآة الديمقراطية وقيم التعايش السلمي إن الداخلي أو مع الجوار، وجدت أخرى من رحم الوهم التضليلي الملمع بتزييف الادعاءات، والذي سرعان ما يفتضح أذى الإقتراب منه، بعد أن يكون قد اكتوى به مواطنوه قبل غيرهم.
وطبعا، لا يمكن لأي مراقب أن يجد حرجا في فصل المثالي عن المستبد، وتحديدا لما يكون هذا المتتبع متمكنا من خبايا الداخل كما هو حال السفير الفرنسي السابق بالجزائر، برنارد باجولي، باعتباره أحد هاته الشخصيات الذي مكنته تجربته وتكوينه أيضا لتكون مصدرا حقيقيا من أجل فضح النظام الجزائري. بل الأكثر من ذلك فتحه الباب أمام أصوات جزائرية لتثبت كلامه.
وفي هذا السياق، وتعقيبا على ما أشار إليه باجولي في كتابه "الشمس لن تشرق في الشرق" من فساد في بلاد الجارة الشرقية وديكتاتورية مسؤوليها، سجل صمت مطبق من طرف المعنيين الذين ابتلعوا ألسنتهم بشكل مريب. تاركين فراغات كانت مواتية لملئها بما يليق من التفاسير، بعضها ظل طي الكتمان لعقود.
وهو الموقف الذي لم يجد له ناقمون على النظام من داخل الجزائر سوى ترجمة غير مباشرة لتأكيد ما جاء في الكتاب، واقتناع تام من قبل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ومن يدور في فلك جنرالات البلد برفع الراية البيضاء أمام أي دفاع لا ترجى نجاعته حيال دقة براهين الإدانة، وقوة ضربات الإثبات.
وعليه، يوضح الغاضبون الجزائريون بأن عجز نظام بوتفليقة هو في العمق جواب بالإيجاب على صحة أقوال الدبلوماسي الفرنسي برنارد باجولي، وما أثقلت به من مطبات التدبير من جهة، ومن جهة أخرى قد تكون الأهم طبقا للمصدر عينه، نجاح باجولي في مهمته الدبلوماسية على عكس الدبلوماسيين الجزائريين الذين غرقوا في البحث فقط على ضمان مصالحهم الخاصة ورفاهية أسرهم دون استثناء خدمة أسيادهم.