الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

جمال أمزيان يدشن الانقسامية بين نخبة الريف بشأن الحراك!

جمال أمزيان يدشن الانقسامية بين نخبة الريف بشأن الحراك! جمال أمزيان
على إثر نشر الأستاذ محمد المرابط لمتابعته الإعلامية:"هل يحمل تحامل الأستاذ المحدالي على التدموري دلالة سياسية في معادلة الحراك؟"- وقد أخضع فيها تدوينات للأساتذة جمال المحدالي وجمال أمزيان وعبد الوهاب التدموري لقراءة نسقية لتحصين نخبة الريف من آفة السب والتخوين التي تنخر الجسد الريفي بالمهجر- خرج الأستاذ أمزيان دون غيره لحد الآن،بتدوينتين على التوالي،يتبرأ فيهما من تكييف قراءة تدوينته .
وإذ ننشر تدوينتي الأستاذ أمزيان، نشير إلى أن التدوينة الأولى كانت كافية بالمراد،في حين أن التدوينة الثانية بمعطياتها المغلوطة ومواقفها السياسية العدمية وشحنتها النفسية المحبطة،قد تثير قراءات أخرى بحثا عن المتن الغائب فيها.
-التدوينة الأولى:
"توضيخ لابد منه
كتب لي بعض الزملاء، في الخاص، يتساءلون عن شخصية وظفت فقرة من تدوينة لي سابقا في الصراع الدائر الآن بين بعض الأطراف حول الحراك. وكان لابد لي من كتابة هذا التوضيح حتى لا تفهم في غير سياقاتها.
هذه التدوينة، كتبتها بتاريخ 1 شتنبر 2018، وهي عامة لا تقصد أحد. غير أن أحدهم وظفها مؤخرا في نص حول صراع مندلع بين بعض الأطراف. وهذا شانه ما دامت التدوينة عامة وعمومية، في هذا الفضاء، إذ يحق لأي كان أن يقتبس منها أو يوظفها، لكنه دون خلفيات."
-التدوينة الثانية:
"عكفت في العقدين الأخيرين من عمري على التعامل مع الآخر انطلاقا من مبدأ الاحترام، احترام حقه في التعبير، في الاختلاف، في تبني ما يراه هو مناسبا لقناعاته، لا أتدخل، كما يقال، في ما لا يعنيني، أهتم من حين لآخر بثقافة البلد وتاريخه والجولان في أرجاء الريف وقبائله للتعرف عن كثب على خصائصه الإثنوغرافية والأنتروبولوجية من عادات وتقاليد وكل ما يؤثث الذاكرة الجماعية التي سعينا في إطار عدة محاولات، مع زملاء آخرين توثيقها، محاولا قدر الإمكان تجاوز مرحلة الاحتراز والترقب، إن لم نقل الخوف من ذاك الآخر في العقود السابقة، وذلك اما عايشته منذ أن وعيت من أنا في هذه الدنيا، وهذا البلد، وفي ذاك الجزء منه. كنت أفضل الصمت وأرفض الظهور في العلن. أحببت عملي ومهنتي التي ساهمت قدر الإمكان والمستطاع في القيام بها رغم ضعف الإمكانيات وكثرة التناقضات وثرثرة التعليمات والتوجيهات. وفي مقابل ذلك أمقت الكذب والزيف والبهتان والاستبداد والطغيان والاستغلال والاستبلاد والجشع والفساد.
في السنوات الأخيرة من هذا العمر الذي ما زلت أحياه، انفتحت على الكل، مهما كان أصله وفصله وجنسه ودينه وديدنه وانتمائه القبلي والسياسي والجمعوي، منطلقا، كما قلت سلفا، من مبدأ الاحترام، احترام تستوجبه كل المواثيق الكونية التي يتبجح الكثير بالنضال من أجلها، لكنه يتجاهلها أثناء التطبيق والتنفيذ، حتى مع نفسه.
ورغم هذا التحول في طريقة تفكيري وحياتي، أصبت بكثير من السّهام والشظايا والألغام. ومع ذلك صبرت مهملا كل ما كنت لا أراه، انطلاقا من قناعاتي، ملائما وصائبا إلى أن غدت الحياة جحيما لا يطاق، وتجاوز ذلك حتى مس أولادي في المؤسسات التعليمية، فقررت الهجرة، لكن، ليس إلى الضفة الشمالية من هذا البحر الذي نطل عليه يوميا، بل غرب هذا الريف الكبير لأوفر استقرارا روحيا ونفسيا لأبنائي، أما الاستقرار المادي، فأنا مثل الأغلبية الساحقة من مواطني هذا البلد.
حينما قررت أن أنتمي إلى هذا الفضاء الأزرق، الذي يريده البعض أسودا كالحا، جعلته كوسيلة للتواصل مع الجميع شريطة احترام آداب التعايش والاحترام، والاختلاف في الرؤى بدل الخلاف والشقاق. وكان هو الوسيلة التي سمحت لي بالتواصل مع كثير من الناس، وكنت دائما أتجنب التورط في خصومات وحزازات وتنابزات لا جدوى منها
في السنة الماضية، ومن مختلف جهات البلد، حاول الكثير عبر هذا الفضاء، وعبر الهاتف، وعبر اللقاءات الشخصية، أن آخذ موقفا مؤيدا لهذا ومعارضا لذلك. وكنت دائما أجيبهم بأن رأيي واضح من خلال تدويناتي. أما الانضمام إلى تكتل ما، أو إلى صندوق ما، فأنا عمري الآن متقدم في السن والجسد مهلك. أحترم المعتقلين، أحترم عائلاتهم، أحترم ذويهم وحتى أنا أصبت بشظية اعتقال أحد أفراد الأسرة، لكن أرجوكم دعوني أعيش تقاعدي. فأنا لا أمثل تيارا سياسيا، ولا تجمعا مدنيا ولا جمعية ما ولا أملك سلطة ما إذ لست منتخبا ولا ناخبا ولا مسؤولا سياسيا، وبالتالي يكفيني ما مضى. الزمن اليوم ليس زمني، والوقت اليوم ليس وقتي، والاهتمامات اليوم ليست اهتماماتي. أرى القبر قريب بكثير مما أرى الوصول إلى مآرب مادية وغير مادية
مناسبة هذه الكلمة، وأعتقد أنها كلمة وداع، قد يكون طويلا وقد يقصر، هو ما لحقني من ضرر نفسي من جراء إقحام تدوينة لي كتبتها يوم 1 شتنبر في مقال يتناول فيه صاحبه قراءة للصراع بين بعض الأطراف حول الحراك ومآله، بل ومآل البلد. هذا السيد، كنت أحترمه، انطلاقا من التحول الذي أدخلته على نمط تعاملي مع الآخر رغم تحذير والدي، رحمه الله، من الحزبية والمتحزبين قائلا بأنني أتحامل على الأستاذ المحدالي. هذا السيد جالسته في حياتي مرتين: مرة بالحسيمة هذا الصيف، والمرة الثانية منذ ايام، ولم يرد في حديثي معه، ولي أربعة شهود على ذلك، أي كلام، لا عن المحدالي ولا عن غيره ممن يتنازعون ويتصارعون. كان الموضوع هو تاريخ الريف وما كتب ويكتب عنه.
عجبا، هل يعرف هذا الإنسان علاقتي بالمحدالي أم لا؟ هل يعرف ما ذاقه المحدالي من وبلات هذا البلد ومتحزبيه وسلطاته أم لا؟ وهل وهل وهل وهل
أقول للمحدالي، لقد افترى علي هذا الأستاذ المحترم، وتعاملي معه سيتخذ منحى آخر،ولا شك في ذلك إلا إذا سحب ما قاله في مقاله وقد اعتذارا على ذلك، وأعدكم أنني لن يتمكن أي كان من إقحامي في دكان أو صندوق كيفما كان توجهاته. لست ماديا ولا غرض لي فيما تبقى من أيام عمري سوى أن "استمع لعظامي" التي هدها الزمن. كل من حاول الركوب على أكتافي سيسقط لا محالة وبسرعة لأنها لم تعد قادرة على تحمل المزيد.
سلاماتي لأصدقائي الذي ألفت صداقتهم في هذا الفضاء، وحتى في الواقع
هذا الحساب إما سألغيه نهائيا وسأحاول فتح حساب آخر على أساس أن أتصل بأصدقائي الذي أحبهم عبر الخاص لقبول الصداقة من جديد، أو أغلقه لبعض الوقت فيما يلي من الأيام وأرتاح من هذا القيل والقال وأتفرغ لحياتي."