السبت 27 إبريل 2024
سياسة

أي إهانة أفظع من أن يلتحف شاذ فرنسي بالعلم الوطني الذي نوشح به توابيت الجنود المغاربة( مع فيديو) !؟

أي إهانة أفظع من أن يلتحف شاذ فرنسي بالعلم الوطني الذي نوشح به توابيت الجنود المغاربة( مع فيديو) !؟ الشاذ الفرنسي وهو يشوه راية المغرب
لنعكس الصورة، نحتفظ بعناصر القصة مع تغيير أبعاد الزمان والمكان وبطل القصة. نسحب السائح الفرنسي "الشاذ" المقيم بمراكش من القصة ونعوضه بمهاجر مغربي. نغير المكان والخريطة والوطن والعلم، ولنفترض أن الأحداث وقعت في "الشانزيليزيه"، المكان الأكثر جذبا للسياح بباريز. نغير أيضا العلم المغربي ونضع مكانه العلم الفرنسي، مع الاحتفاظ بالمشهد المثير و"المشوق" و"المهين" في القصة، أي ذلك المشهد للرجل العاري الشاذ، الذي افترضنا أنه مغربي الجنسية والعلم الذي الذي يتوشح به هو العلم الفرنسي وهو يرقص به بتلك الإيحاءات الجنسية الشاذة، وذلك المنظر "الشاذ" المقزز والمسيء للوطن الذي يستضيفه، ومن الواجب عليه احترام واجب الضيافة. ربما سنتخيل نهاية أخرى للقصة لا تشبه بدايتها، ربما ستخرج الأحزاب اليمينية المتطرفة الفرنسية من جحورها، وتحشد ماري لوبان، زعيمة حزب الجبهة الوطنية الفرنسي أنصارها وتشحذ ألسنتهم وتؤلب صدورهم للخروج إلى الشارع، ولن تكتفي بالمطالبة من طردهم من فرنسا، بل تحث الشعب الفرنسي على نصب محرقة للعرب والمسلمين. يمكن افتراض سيناريوهات أخرى إلا سيناريو "التسامح" و"التساهل" مع حدث شنيع كإهانة أقدس رمز للهوية والشعب والوطن.
لن تبلغ بنا العنصرية إلى المطالبة بطرد هذا الفرنسي الذي اختار المغرب كوطن إقامة، ولن يصل بنا الحقد إلى الاقتداء بردود فعل "ماري لوبان" والمطالبة بنصب مقصلة لهذا السائح الذي فقد كل فرامل الوعي، بل نحتاج إلى تحصين الدستور بالقوانين الزجرية لكل من يتطاول على العلم الوطني بغض النظر عن جنسيته، حتى لو كان "الجاني" مغربي الجنسية!!
طالما استفضنا في الحديث وكتابة المقالات عن مشاهد "تشرميل" العلم الوطني فوق بنايات مؤسسات الدولة، وطالما نبهنا وحذرنا من تلك العادة القبيحة، عادة الاستهتار بالعلم الوطني في سهرات النجوم العرب والعالميين، وإجبارهم على التوشح به، حيث هناك من لا يقرأ شرف هذا "التكريم" ويعتبره "إجبارا" و"إرغاما" و"قيدا". يصبح العلم "خرقة" و"مداسا" تمسح فيه الأقدام و"منشفة" لامتصاص العرق!!
العلم الذي كان يرفع في ساحات الحروب، وتوشح به توابيت الجنود المغاربة الذين يسقطون في معارك الفداء، لا يمكن أن يصل إلى هذا المستوى الدنيء، ليلتحف به "شاذ" فرنسي في جلسة من "العرق"، لذلك نطالب بسيادة القانون بما يتناسب مع حجم هذه الجريمة التي ارتكبت في مدينة تاريخية كانت عاصمة لإمبراطورية حكمت العالم في زمن ما!!!