الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

سكوت حنْصوِّر.. بنكيران وشباط في الفصل الثاني من مسرحية "كوي وبخ"

سكوت حنْصوِّر.. بنكيران وشباط في الفصل الثاني من مسرحية "كوي وبخ"

يُصَابُ المرء بالحيرة الشديدة حين يدرك أن السر وراء"البلوكاج الحكومي" هو علاقة الحب المعلنة التي نهضت فجأة بين عبد الإله بنكيران (رئيس الحكومة المكلف والأمين العام لحزب البيجيدي) وحميد شباط (الأمين العام لحزب الاستقلال). فإلى وقت قريب، كان شباط قد اقترح على حبيبه الحالي بنكيران أن يتوجه إلى مستشفى الأمراض العقلية أو إلى الأضرحة مادام قد أصبح منتجا للسفه والكلام الساقط، كما أنه اعتبره من "المنعم عليهم الجدد" الذين لبسوا ربطة العنق، وشذبوا اللحية، وركبوا "الميرسديس"، وشربوا المياه المعدنية بدل مياه الصنابير، ونسوا الشعب الذي أتى بهم إلى الكرسي. بل الأدهى من ذلك اعتبره زوجا للفساد، وتجسيدا للمنكر، وعنوانا للكوارث في أكثر من منطقة في العالم لأن أقدامه ليست مباركة.. وغيرها من النعوت التي لا تختلف كثيرا عن كلام مشاجرات الحمام والأسواق الأسبوعية..

أما بنكيران الذي يعتبر الآن التنكر لحبيبه "هبيل فاس" لعنة من التاريخ ومن الوالدة، فإنه لم يتردد في إرسال كل أنواع القذائف إليه، حيث اتهمه بالفساد والسمسرة والاغتناء غير المشروع هو الذي لم يكن يملك ثمن تذكرة السفر من تازة إلى فاس، منذ عشرين سنة.

فما السر إذن وراء هذا "التحاب الأورتوذوكسي العظيم" الذي تعسرت معه عملية تشكيل الحكومة منذ شهرين ونصف؟ وهل قدر المغاربة أن يستيقظوا على حكومة تجمع بين الخل والخميرة؟ لماذا يصر بنكيران على إشراك شباط، مع الاحتفاظ بشعرة معاوية مع "حزب الأحرار"؟ لماذا لا يريد تشكيل حكومة ليس فيها شباط؟ لماذا يصر على تذويب "شرط أخنوش" مع محاولة التوفيق بين المتضادين والجمع بينهما في حكومة واحدة؟ هل يريد بنكيران الاستقواء بشباط ضد أخنوش؟ هل وقع بنكيران في حب شباط؟ هل اكتشف رجولته وجماله وطيبوبته وشجاعته وقدرته على مواجهة ما يسميهم ظلما وعدوانا العفاريت والتماسيح؟ أليس التشبث بشباط تحالفا مع "السفهاء" و"اللصوص" و"السماسرة"؟ هل تغيرت نظرته لشباط وأصبح من الملائكة والأولياء الصالحين؟ هل التحالف مع "هبيل فاس" أتى عن قناعة أم مجرد أداة لتجنب الهشاشة الحكومية؟

والأسئلة نفسها يمكن أن تطرح على شباط الذي يعي أن بقاءه خارج الحكومة يعني مزيدا من إضعاف الحزب لصالح قوى أخرى أصبحت تتقدم، هل من المجدي، وهل من المبدئي والأخلاقي، أن تعض بالنواجذ على المشاركة في حكومة يقودها رجل غير مبارك تزوج الفساد وأهمل الشعب؟