تخليدا لليوم العالمي لداء السكري لهذه السنة، الذي يصادف يوم الاثنين 14 نوبر2016، تنظم جمعية تامونت المعرض الثالث لداء السكري مع عدد من شركائها يومي السبت والاحد 12 و13 نوبر 2016، دورة الراحل عزيز بن مومن الذي لب نداء ربه السنة الماضية بعد مرض عضال، وكان الفقيد عضوا نشيطا بالجمعية، بهذه المناسبة استضافت «الوطن الآن» وموقع «أنفاس بريس» الدكتور محمد عبد الناجي التادلي (طبيب عام، وحاصل على دبلوم مرض السكري، عضو الجمعية الفرنسية لمرضى السكري، ومستشار جمعية تامونت لمرضى السكري بأكادير)
* جمعية تمونت لمرضى السكري بأكابر مقبلة على تنظيم المعرض الثالث لداء السكري، فما هو الهدف من هذا المعرض؟
- الهدف الأساسي من المعرض كمعرض فهو يتوجه لأحد الأمراض التي تعتبر مزمنة، فهو مرض يسير في خط تصاعدي، إذ يعد الساكن الثالث في العالم بعد الصين والهند من سكان الأرض، ثم بعد السكري الولايات المتحدة الأمريكية وباقي الدول. لماذا قلت هذا الكلام؟ لأنه حاليا يقدر المصابين بداء السكري بـ 400 مليون تقريبا في العالم من بين 6 مليار من سكان العالم، وهو حسب هذه الأرقام يصنف الساكن الثالث كما يظهر.
المعرض في دورته الثالثة سينظم، إن شاء الله، تحت شعار «كلنا من أجل التكفل بمرضى السكري». عندما نقول التكفل فإنه يجمع جميع الاختصاصات التي يمكن أن تعمل من أجل التحمل الكامل للمريض «la prise en charge de diabétique»، ويعني كذلك تحمل كل المضاعفات التي تنتج عن داء السكري. بما في ذلك مضاعفات العين ومضاعفات القلب، لأن السكري يؤثر في كل الأعضاء ويمكن أن تصاب بهذا المرض بالخصوص الأعضاء النبيلة.
نريده معرضا للتكفل الحقيقي ولا يجب أن يكون تكفلا عشوائيا، لأن مضاعفات داء السكري خطيرة إن لم تكن نسبته في الدم متوازنة. نريد أن يصل هذا التكفل إلى أقصى من احتياجات المرضى بالسكري.
وأذكر هنا أن الذين يتعرضون لهذا المرض هم الأشخاص الذين يبلغون 40 سنة فما فوق، وهو السكري من الصنف الثاني، إذ أن 90 في المائة من المرضى مصابون بهذا النوع، كما أن السكري في هذه المرحلة من العمر يهم شريحة تكون في سن الإنتاج والإنجاب، ولا يكتشفون هذا الداء إلا بعد ست سنوات. وهناك مدارس تقول لا يكتشف إلا بعد مرور عشر سنوات، فماذا يحصل بعد كل هذه المدة؟ تكون هناك مضاعفات قد ظهرت مسبقا، ومن علامات ظهور السكري الشعور بالإعياء وبقلة النظر ويعتقد المصاب بأنها علامات التقدم في السن فقط.
وهكذا نجد أن السكري يتمكن بنسب مئوية من فرض مضاعفاته على الجهاز العصبي وعلى القلب وعلى الشرايين. فمثلا نجد 20 أو 25 في المائة مشاكل في القلب والشرايين، والضغط الدموي، ونجد مشاكل في الكلي تصل 5 إلى 6 في المائة، وعند التشخيص يتبين أن الإنسان مصاب بداء السكري، لهذا نقول في الجمعية أن التكفل بمرضى السكري لا بد أن يشمل عددا من حاجات المرضى. لسنا فقط نحن بل حتى في الدول التي لديها قطاع الصحة العمومي، قولا وفعلا، لا تزال تحتاج إلى التكفل الجمعوي، لأن هذا الداء متعدد التخصصات وفي حاجة إلى المصاحبة والتتبع اليومي إلى وسائل كثيرة، مثلا أنا عضو في الجمعية الفرنسية لداء السكري لمدة تفوق تقريبا 25 سنة، وفي سنة 2015 وصلت إحصاءاتهم إلى 3000 رجل مبتورة لمرضى السكري في فرنسا لوحدها، رغم أن الطب في فرنسا متطور وقوي التدخل لدى اصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري، في المغرب ليست هناك إحصائيات، فالهدف الأساسي هو التربية الوقائية.
* المعرض ينظم هنا بمدينة أكادير ويستفيد منه مواطنو الجهة، هناك من سيتساءل ماذا سيستفيد من المعرض.. الاستفادة المباشرة أقصد؟
- المعرض تظاهرة كبيرة نبعث من خلالها رسائل في عدة اتجاهات.. رسائل إلى المسؤولين في الصحة العمومية وفي القطاع الخاص، رسائل للمصابين بداء السكري، رسائل إلى وسائل الاعلام بكل أنواعها، نبعث لهؤلاء جميعا رسائل تنبههم إلى الخطر الذي يشكله المرض على الساكنة من الاطفال والفئة العمرية النشيطة في المجتمع، هذا أولا. أما الاستفادة الملموسة فهي أولا للأطفال المصابين بالسكري وعددهم في تصاعد، وإلى باقي الفئات من المصابين. هناك أكثر من 2000 شخص مصاب بالداء هنا بأكادير، وبخصوص الاطفال إذا انتبهتم فستلاحظون أننا نعطي الأولوية للأطفال. ونحن لحد الآن لدينا 50 طفلا في جمعية تمونت مصابون بالداء. سنعلمهم كيف يتواصلون في ما بينهم، ونلقنهم كيف يساعدون بعضهم البعض، لأن اغلبهم أو كلهم يستعملون الأنسولين. هؤلاء الأطفال عندما يكون التواصل بينهم، ونجمعهم ليقدموا أنشطة هم بأنفسهم ويتواصلون في ما بينهم، سيقول الأول للثاني أنا أستعمل الحقن والآخر يقول له أنا أستعمل الحمية.. ويتبادلون الحوار. فهذا مهم وملموس، وسيساعد هؤلاء على التخفيف من معاناة السكري.
المعرض يقدم العديد من الخدمات لكل هؤلاء مجانا، منها قياس الضغط ونسبة السكري في الدم وحصص كثيرة من التوعية والتحسيس. هذه الخدمات تقدم بشاطئ أكادير. هذه السنة سنضع رهن إشارة الزوار حوالي 26 خيمة جماعية، وهي خيام للخدمات والتحسيس والتوعية، وكذا أروقة لعرض المنتوجات والمستجدات الطبية في مجال داء السكري. هناك مختبرات لديها صيت عالمي، لديها برمجيات ووسائل تقنية وعلمية يخاطبون بها الناس، وهناك منصة للأطفال مخصصة للتربية الصحية والوقائية، لتقديم انشطة فنية وترفيهية للحاضرين. الهدف كذلك هو أحسن ما يمكن إعطاؤه للمريض بالسكري هو أن نشحنه بالمعلومات من خلال أشخاص متخصصين في هذا المجال.
* المعرض يتزامن مع مناسبة عالمية، اليوم العالمي لداء السكري 14 نونبر، ما دلالة ذلك؟
- اليوم العالمي للسكري هو يوم عالمي للتوعية من مخاطر داء السكري ويحتفى به في 14 نوفمبر من كل عام. وفيما تدوم الحملة على السكري طوال العام فان تحديد ذلك التاريخ تم من قبل الاتحاد الدولي للسكري ومنظمة الصحة العالمية إحياءً لذكرى عيد ميلاد فردريك بانتنغ الذي شارك تشارلز بيست في اكتشاف مادة الأنسولين عام 1922، وهي المادة الضرورية لبقاء الكثيرين من مرضى السكري على قيد الحياة. وأنجز تغييرا كبيرا في حياة المريض بالسكري.
واستمرارا على نهج إسعاد مرضى السكري اختارت جمعية تمونت أن تحتفل بإنجاز هذا العالم وفي خدمة المرضى بالسكري في مدينة اكادير وجهة سوس، والمعرض بدأ صغيرا واليوم صار يكبر من أجل هذه المهمة الانسانية، وتحضر معنا فيه نخبة من المختصين جاؤوا من خارج المغرب.