سيداتي وسادتي أعضاء مجلس الأمن، شعوب العالم المجتمعة تحت سقف الأمم المتحدة،
أكتب إليكم لا بصفتي دبلوماسياً، بل كمواطن مغربي بسيط، لا يملك سوى تاريخه وكرامته وقلبه شاهداً على قوله.
أكتب إليكم من أرض عتيقة، من شعب تعلّم أن يعتمد على نفسه، من بلد لم يطلب يوماً أكثر من العدل والاحترام لما هو حق له: صحراؤه.
أكتب إليكم من أرض عتيقة، من شعب تعلّم أن يعتمد على نفسه، من بلد لم يطلب يوماً أكثر من العدل والاحترام لما هو حق له: صحراؤه.
يقال إن الدول تدافع عن حدودها. أما نحن فلا ندافع عن حدود مرسومة:
بل عن ذاكرة، وعن وفاء، وعن جزءٍ حي من ذواتنا…
الصحراء ليست مطالبة.
لم تكن يوماً طموحاً سياسياً.
الصحراء استمرار طبيعي… كالنَّفَس.
بل عن ذاكرة، وعن وفاء، وعن جزءٍ حي من ذواتنا…
الصحراء ليست مطالبة.
لم تكن يوماً طموحاً سياسياً.
الصحراء استمرار طبيعي… كالنَّفَس.
قبل زمن طويل من اختراع الحدود الحديثة، قبل المعاهدات والخرائط والدبلوماسيات، كانت القوافل تنطلق من تمبكتو لتصل إلى مراكش. وكان العالم القديم منبهراً بقوة الدولة المغربية. وقد دوّن رجال الأدب والعلم في الغرب تلك الحقيقة.
وهكذا قال فرانسوا ماري أرويه، الملقب بفولتير، سنة 1756 في كتابه مقال في التاريخ العام، الصفحة 187:
«إن تقريباً كل سواحل إفريقيا التي اكتُشفت كانت تحت سلطة ملوك المغرب، من مضيق جبل طارق حتى نهر السنغال، حيث كانت سيادتهم تمتد عبر الصحاري».
هذه العبارة، المكتوبة قبل الاستعمار الأوروبي، قبل اختراع الحدود التي نعرفها، قبل أن تتحوّل الصحراء إلى ورقة جيوسياسية مصطنعة، تذكّر بحقيقة يراد طمسها:
الصحراء ليست أرضاً تائهة، ولا فراغاً تاريخياً، بل مجالاً تسري فيه السيادة المغربية منذ قرون.
الصحراء ليست أرضاً تائهة، ولا فراغاً تاريخياً، بل مجالاً تسري فيه السيادة المغربية منذ قرون.
قبائل الصحراء وضعت ولاءها دائماً تحت راية الدول المغربية المتعاقبة: الموحدين، المرينيين، السعديين، واليوم العلويين.
لم يكن ذلك ولاءً مفروضاً أو مصطنعاً، بل انتماءً.
بديهية.
بديهية أقدم من الخطب، وأثبت من الصراعات، وأعمق من سوء الفهم الذي طبع القرن الماضي.
لم يكن ذلك ولاءً مفروضاً أو مصطنعاً، بل انتماءً.
بديهية.
بديهية أقدم من الخطب، وأثبت من الصراعات، وأعمق من سوء الفهم الذي طبع القرن الماضي.
ثم جاء الاستعمار، وحاول أن يقطع هذا الخيط المقدّس.
وأسقطت أممٌ أخرى جراحها ومخاوفها على صحرائنا.
صُنعت أوهام أيديولوجية، واختُلقت هويات، واستُخدم البشر رموزاً وأدوات.
وفي المقابل، بقينا نحن مؤمنين… بتواضع وعزة.
وأسقطت أممٌ أخرى جراحها ومخاوفها على صحرائنا.
صُنعت أوهام أيديولوجية، واختُلقت هويات، واستُخدم البشر رموزاً وأدوات.
وفي المقابل، بقينا نحن مؤمنين… بتواضع وعزة.
مؤمنين بأن الحقيقة لا تضيع.
وبأن شعباً صبوراً ليس شعباً ضعيفاً.
وبأن الأخلاق الدولية ما زالت موجودة، ولو في مكانٍ بعيد.
وبأن شعباً صبوراً ليس شعباً ضعيفاً.
وبأن الأخلاق الدولية ما زالت موجودة، ولو في مكانٍ بعيد.
اليوم، أخاطب ضمائركم قبل وثائقكم.
لا أطلب من التاريخ الصفح.
أطلب شيئاً واحداً:
أن تنظروا إلى الواقع لا عبر حسابات المصالح، بل عبر نور الحقيقة.
لا أطلب من التاريخ الصفح.
أطلب شيئاً واحداً:
أن تنظروا إلى الواقع لا عبر حسابات المصالح، بل عبر نور الحقيقة.
نحن لا نرفض السلام.
نحن نقدّمه، ونعرضه منذ عقود، ضمن إطار الحكم الذاتي العادل، الحديث، الإنساني، تحت السيادة المغربية.
لم نسعَ يوماً إلى المواجهة.
لو كنا شعباً متعطشاً للصراع، لما أجبنا على تحدّي التاريخ بـ«المسيرة الخضراء»، مسيرة سلمية، بلا بنادق، فقط بالقرآن والإيمان.
نحن نقدّمه، ونعرضه منذ عقود، ضمن إطار الحكم الذاتي العادل، الحديث، الإنساني، تحت السيادة المغربية.
لم نسعَ يوماً إلى المواجهة.
لو كنا شعباً متعطشاً للصراع، لما أجبنا على تحدّي التاريخ بـ«المسيرة الخضراء»، مسيرة سلمية، بلا بنادق، فقط بالقرآن والإيمان.
في ذلك اليوم، 6 نوفمبر 1975، كان على العالم أن يفهم من نكون: شعبٌ لا يتقدم إلا بكرامته كسلاحٍ أوحد.
اليوم لا أتحدث باسم بلدي فقط، بل باسم كل أمة رُفض أن تُستعاد حقيقتها.
باسم كل شعب قيل له: «انتظر، حقك لم ينضج بعد».
وباسم كل إنسان تغيّرت الخرائط حوله، لكن قلبه لم يتغير.
باسم كل شعب قيل له: «انتظر، حقك لم ينضج بعد».
وباسم كل إنسان تغيّرت الخرائط حوله، لكن قلبه لم يتغير.
سيداتي وسادتي،
يمكن تعديل وثيقة.
يمكن التأثير على قرار.
يمكن تأجيل لحظة العدل.
لكن لا يمكن نقض ما نسجته القرون.
يمكن تعديل وثيقة.
يمكن التأثير على قرار.
يمكن تأجيل لحظة العدل.
لكن لا يمكن نقض ما نسجته القرون.
المغرب لا يبحث عن انتصار ولا عن انتقام.
يبحث عن الإنصاف.
عن إعادة تثبيت ما لم تُلغِه السنون.
عن أن يقول للعالم: انظروا إلينا كما نحن، لا كما أراد البعض أن نُرى.
يبحث عن الإنصاف.
عن إعادة تثبيت ما لم تُلغِه السنون.
عن أن يقول للعالم: انظروا إلينا كما نحن، لا كما أراد البعض أن نُرى.
وحين ترفعون أيديكم اليوم، الجمعة 31 أكتوبر 2025، لتصوّتوا، تذكّروا:
هناك شعوب لا تُعرّف نفسها بما تطلبه، بل بما ترفض أن تفقده.
والمغرب لن يفقد صحراءه… أبداً.
والمغرب لن يفقد صحراءه… أبداً.
الصحراء لها ذاكرة.
ونحن أيضاً.
ونحن أيضاً.
 
  
 
 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 