السبت 4 مايو 2024
فن وثقافة

موليم لعروسي: لن تستطيع السياسة إنتاج الشعوب لأن هذا من اختصاص الثقافة

موليم لعروسي: لن تستطيع السياسة إنتاج الشعوب لأن هذا من اختصاص الثقافة

اعتبر الكاتب والباحث الجمالي موليم لعروسي، في ندوة فكرية نظمت مساء أمس الخميس 3 نونبر 2016، بقاعة الندوات بالمركز الثقافي لكنانط، حول "إشكالية المحافظة على التراث اللامادي: لوتار كآلة وفن نموذجا"، شارك فيها ضمن فقرات المهرجان الوطني لوتار في نسخته السادسة التي تواصل فعالياته بسطات، على أن "الثقافة" هي التي على عكس "السياسة" تنتج الشعوب. وأوضح في جوابه عن سؤال لـ "أنفاس بريس" قائلا: أعطي مثالا على ذلك ببلد كان يسمى يوغوسلافيا، وبين عشية وضحاها فتت هذا البلد وأصبحت فيه دول، وكل دولة من هذه الدول تبحث عن كيان خاص بها، ومن أجل ذلك لابد من أن تطلب من مثففيها بأن يستنهضوا داخل المجتمع كل ما يجري في عروق الناس من أجل خلق تلك اللحمة التي يجب أن تجمعهم حول وطن واحد، وهذا الذي قلت يجري في عروق الناس أمثله هنا بـ "الطجين"، فأنت عندما تأكل منه وتلحس أصبعك وأنت تردد "الله"، تحس بنشوة، وهذا الانتشاء لا يمكن للسياسة أن تقوم به، لأن ما يجري في عروقك هو أعمق من ذلك بكثير، فهو الرقص وهو الغناء وغير ذلك من كل ما تراه من المشاهد البصرية اليومية التي عشت وتعيش فيها، وهو ما نسميه بـ "المشترك".. وهذه الأشياء لا يجمعها إلا المثقفون، أما السياسيون فلا يستطيعون ذلك.. كما أن هذا المشترك هو الذي يجب أن نقف عليه، وهو لا يقف عند حدود التراث، لأن هذا الأخير كي نعطي له تعريفا بسيطا هو كل ما أنتجناه اليوم ويصبح تراثا في الغد، تماما ككلامي معك اليوم. فهذا التراث إذن هو كل ما تركناه وراءنا.

وانطلاقا من ذلك، يضيف موليم لعروسي، فآلة لوتار تساهم دائما وبصفة مستمرة في إنتاج الثقافة اللامادية وفي لحمة المشترك لأنه لا يمكنك أن تسمع صيحة أو عيطة بصوت "شيخة" من جبال الأطلس أو من السهول بشكل منفرد من دون مصاحبة.. فمن الأكيد أنك سوف لن تسمعها إلا ووراءها نغمة "لوتار"، تهزك كأن هذه النغمة تعطيك توقيعا وتنغيما لهذا الغناء.