الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

النقيب عمر الخيراوي: من سمح لكم أن تهينونا وتشتمون مهنتنا؟

النقيب عمر الخيراوي: من سمح لكم أن تهينونا وتشتمون مهنتنا؟ عمر الخيراوي

من سمح لكم أن تهينونا وتشتمون مهنتنا، وتعطون للناس صورة قبيحة عنا، ووصفا بذيئا بانحطاط أخلاقنا، وضحالة في سعة مداركنا، وفكرة مغلوطة تشي بسذاجة تفكيرنا، وأن تكويننا يبلغ أقصى درجات الجهل وانعدام المعرفة، وأننا لا نتقن إلا لغة الألفاظ الوسخة العفنة، ولا نسلك إلا أزقة البغي والفساد، وتعودنا السير في شوارع الخسة والعهر والرجس، ونخاطب بعضنا بمنطق الإهانة والخسة والتفاهة؟

من منحكم أنتم، قيدومون ومحدثون، حق تلطيخ سمعة زملائكم بأكوام من الذل والخزي والعار. وكيف لم يرتجف لكم جفن وأنتم تعلمون كون الحصانة التي قررها القانون جاءت لحمايتكم من أي عسف قد يطالكم عند توليكم مهام الدفاع، فقررتم استعمالها ضدا عن ذلك، للتغطية على عجزكم عن القيام بما هو مطلوب منكم بالحزم والجد المطلوبين، في الموعد والموقع المحددين؟

وعوضا، من جعل ردهات المحاكم مكانا لتبادل الآراء والتعبير عن وجهات النظر، بكل الكياسة في التعبير وبالاحترام المطلق بين الزملاء، فقد حولتموها إلى مكان للتنابز بالألقاب، وإطلاق تعابير القذف البذيء والسباب الفظيع وشتيمة بعضكم البعض، وأمام الملأ.

وما يحز في القلب، هو أنه رغم كل ما ذكر أعلاه، فإننا لم نسمع عن تحرك في الاتجاه الصحيح للمؤسسات المهنية التي أوكلت لها المادة 91 من القانون 28.08 سلطة "حماية حقوق المحامين والسهر على تقيدهم بواجباتهم في نطاق المبادئ التي ترتكز عليها المهنة"، ومن ضمنها أن "يتقيد المحامي في سلوكه المهني بمبادئ الاستقلال والتجرد والنزاهة والكرامة والشرف، وما تقتضيه الأخلاق الحميدة وأعراف وتقاليد المهنة"، طبقا لنص المادة 3 من نفس القانون".

وأرجو أن يكون البيان الصادر عن مجلس هيئة المحامين بالدار البيضاء، وكذا خطاب نائب رئيس جمعية هيئات المحامين بالمغرب النقيب رضوان مفتاح، والموجه للسيد الرئيس والسادة أعضاء مكتب الجمعية، دوافع تحفيزية للهيئات المعنية بالأمر للتحرك حفاظا على كرامة المهنة وعزة نفس المحامين.