الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف: فكر المهدي بن بركة.. حلم نسعى لتحقيقه

محمد عطيف: فكر المهدي بن بركة.. حلم نسعى لتحقيقه

في هذه اللحظة بالذات التي يتجاذبها الأمل والألم، ويطبعها الانتظار والترقب، انتظار الذي يأتي ولا يأتي، وترقب المستقبل وما سيحمله أو لا يحمله من تغيير لواقعنا المطبوع بالتخلف والاستغلال ونهب الثروات واتساع دائرة الفقر وضرب الخدمات العمومية الأساسية، كالتعليم والصحة والسكن... بما يجعل الدولة والحكومة عاجزة عن توفير شروط العيش الكريم لملايين المغاربة كحق من حقوقهم الأساسية.. في هذه اللحظة أستحضر الشهيد المهدي بن بركة، الذي سطر بأفكاره وأحلامه، ومنذ أزيد من خمسين سنة، معالم الطريق، ووضع لنا صورة المجتمع المغربي الجديد الذي نستحقه كمغاربة قدموا التضحيات تلو التضحيات، وجاءت فئة قليلة من الانتهازيين والمفسدين الذين لا هم لهم إلا مصالحهم الضيقة، ولو كان ذلك على حساب مصلحة الوطن وحقوق المواطنين، فسرقوا ثمرات هذه التضحيات وهذا الكفاح الطويل من أجل استقلال بلادنا ومن أجل أن ينعم مواطنونا بالحرية والكرامة والديمقراطية والعدالة .

أستحضر فكر الشهيد المهدي بن بركة كحلم نسعى لتحقيقه، وأقترح عليكم شذرات منه :

- إن مهمتنا الأساسية في عهد الاستقلال هي بناء مجتمع جديد يحقق الرفاهية والسعادة والازدهار الفكري لجميع المواطنين.

- الشعور بالمسؤولية هو الذي دفع المخلصين من شعبنا إلى التضحية بالمراتب والمال والجاه، وسلوك طريق الكفاح والسجن والنفي دفاعا عن الوطن.

- يعتبر التوزيع العادل للدخل القومي سببا في رفع مستوى عيش المواطنين حتى لا يتخم البعض بنصيب وافر، ويكاد يموت البعض الآخر من جراء ما يعانيه من حاجة ماسة لسد حاجياته الضرورية.

- هناك ثلاثة شروط يجب أن يحققها كل شعب يريد النجاح:

أولا: التوفر على قيادة حكومية وشعبية مخلصة، قوية وحكيمة.

ثانيا: وضع التصميمات لتحقيق التطور وتنفيذها.

ثالثا: مشاركة الشعب في تنفيذ ومراقبة هذه التصميمات وذلك بواسطة المؤسسات الديمقراطية.

- إن النظام الذي لا يعتمد على ثقة الجماهير والتفافها الإرادي حوله محكوم عليه بأن يبقى تحت رحمة عناصر فاقدة لكل فاعلية.

- المؤسسات تستمد قيمتها من الساهرين عليها.

- إن ضعف المجتمع المغربي يكمن في ضعف التربية والتعليم.

- الأبحاث والدراسات ليست مجرد إنتاج ثقافي، بل وسيلة ضرورية لأي خطة نضالية.

(تم استقاء هذه الأفكار من كتاب "هكذا تكلم المهدي بن بركة" الصادر ضمن منشورات الكونفدرالية الديمقراطية للشغل سنة 2015 بمناسبة الذكرى الخمسين لاختطافه واغتياله)