الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد عطيف:لنتعلم من الآن أن نمارس الديمقراطية الحقيقية

محمد عطيف:لنتعلم من الآن أن نمارس الديمقراطية الحقيقية

إن واقعنا السياسي الحالي واقع مريض و مهزوز تفوح منه رائحة المصالح الضيقة و الإمتيازات الخاصة ، و تغيب عنه مصلحة الوطن و المواطنين ، باستثناء بارقة الأمل التي تحملها فيدرالية اليسار الديمقراطي بمناضلاتها و مناضليها المعروفون بنزاهتهم و استقامتهم و كفاءتهم و نضاليتهم ، وهي بارقة أمل أتمنى صادقا أن يلتقطها شعبنا و أن يدشن ممارسة سياسية جديدة أساسها المشاركة الواسعة لكل فئات شعبنا ، و التي ستكون من إيجابياتها الكثيرة قطع الطريق على تجار الإنتخابات الذين يكونون دائما المستفيد الأول من حالة اليأس و العزوف و اللامبالاة التي عليها شعبنا اليوم .
يقول الفقيد عبد الرحيم بوعبيد كسياسي بارز و كرجل دولة مشهود له بالكفاءة و النزاهة و التجربة :
" لا يتعلم أي شعب الديمقراطية إلا إذا مارسها "
فلتكن بداية تعلم شعبنا للديمقراطية هنا و الآن .
كفانا مضيعة للفرص التي كلفتنا الكثير ، سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا .
كفانا سلبية و لامبالاة و عزوفا و يأسا .
كفانا كلاما كثيرا بدون فعل ملموس و مسؤول يعيد لشعبنا الثقة .
كفانا تخلفا فكريا و ثقافيا و سياسيا و اقتصاديا و اجتماعيا .
كفانا انتظارا و انتظارية ، انتظار الذي يأتي و لا يأتي .
كفانا استسلاما و انهزامية .
لنتعلم من الآن أن نمارس الديمقراطية الحقيقية ، لا الديمقراطية الشكلية كما هو الحال اليوم ، ديمقراطية الواجهة ، حيث هناك مؤسسات محلية و جهوية و وطنية منتخبة ، و لكنها تفتقد للمشاركة الشعبية الواسعة و الواعية و المسؤولة .
لنتعلم من الآن أن يكون لنا صوت ، و صوت مسموع .
بأيدينا نصنع التغيير ، نحقق العيش الكريم و نبني المستقبل الذي نطمح إليه و ينتظره أبناؤنا .
و بأيدينا نحكم على أنفسنا أن نظل سجيني تخلفنا و أن تستمر معاناتنا .
بعبارة واحدة .. بأيدينا الإختيار ...