الاثنين 16 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

محمد اجغوغ: الحركة الأمازيغية ثعبان كبير بدون رأس

محمد اجغوغ: الحركة الأمازيغية ثعبان كبير بدون رأس

إن جميع فنون الحرب بما فيها تلك الفنون التي طورها الإنسان أو تلك الفنون التي لا زالت تحت رحمة الطبيعة والتي تدور بين جميع الكائنات الحية، غالبا ما يسعى فيها المتشاجران إلى توجيه الضربة القاضية لصاحبه إلى الرأس لأن ضربة الرأس تعتبر قاضية للهالك. إنها نفس اللعبة وبشكل آخر يدور الأمر بين الحركات السياسية المختلفة أو المتناقضة. هكذا نكون أمام أمر سياسي تعيشه الحركة الأمازيغية في المغرب فخصمها السياسي قد تمكن من توجيه ضربة سياسية أصابها إلى رأسها فجعلها ورغم وزنها السياسي تدور حول مكانها، يعتبر الأطلس المتوسط رأس الحركة الأمازيغية وعقلها المدبر والموجه، لكن انتباه الخصم لخطورة هذا الرأس تمكن من خطوات ثابتة إلى استئصاله عن جسده من خلال أشكال ومحطات سياسية مهمة في العقد الأخير.

فصارت الحركة الأمازيغية تسير وتهز بجسدها في جميع الاتجاهات دون أن تعرف الاتجاه الصحيح أو الطريق الآمن، أبرز قادة الحركة الأمازيغية أنبتتها تربة الأطلس المتوسط من أمثال العلامة محمد شفيق الذي كان له شرط واحد لتسيير المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية إنه تقديم توجيهاته وإدارته مجانا، شرط قبله منه ملك المغرب.

كما أننا نكون مخلصين للتاريخ الأمازيغي إذا ذكرنا الدكتور عبد المالك اوسادن الذي طرح سؤال الأمازيغية مند عقد الخمسينات والستينيات والأسماء كثيرة آخر الأحداث ما قدم عليه أبناء الأطلس من استقالتهم من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عندما شعرورا سياسيا أن الميثاق الذي وجد من أجله المعهد الملكي لم يعد على حاله. إن الضخامة السياسة والموارد البشرية التي تميز الحركة الأمازيغية لم تعد تجدي أي ثمار سياسي أو تطور مجدي فقط لكون رأس هذا الثعبان السياسي يتحرك وينتفض دون رأس موجه ومسير.

في هذا الاتجاه أتوجه من موقعي إلى جميع أطراف الحركة الأمازيغية أن تتصالح مع رأسها، وتعمل على إعادة الرأس المبتور حتى نتمكن من تجاوز جميع الأزمات التي تعيشها الحركة الأمازيغية ووضع الحد للنزيف الذي أصابها مند استئصال رأسها.