الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: الحديث شيق مع الجيل الأول

حيمري البشير: الحديث شيق مع الجيل الأول

ندوتي المجلس والبرلمان كانت فرصة لي لتعميق النقاش مع الجيل الأول من المهاجرين الذين قدموا الكثير لبلادهم، ناضلوا لسنوات من أجل انتزاع حقوقهم في بلدان الإقامة، ودافعوا باستماتة كبيرة عن سمعة بلادهم، عندما يتكلم سي جيلالي، تحس بصدق أحاسيسه، ورغبته في تحقيق تطلعات كل الأجيال، يحس بالغبن عندما لا يعطونه حقه في التعبير والكلام، يتكرر اللقاء مع سي جيلالي وسي ياسين، ينضاف لهم زميل من هولندا وتزداد رغبتي في الإستفادة من تاريخهم النضالي الحافل، ما جعلني أفتخر بمواقفهم من قضايا كثيرة وبشجاعة في جلسة، على هامش اللقاءين المنظمين في الغرفتين بالرباط، تحدثنا عن مجلس الجالية وأعضائه، الذي لم يجرؤ أحد من مغاربة العالم أن يتحدث عن منجزاتهم وما قدموه خلال هذه الفترة التي قضوها في الترحال على نفقة الدولة بين الرباط ودوّل الإقامة، لم يتم تعويض حتى الأعضاء الذين تحملوا مسؤوليات في حكومات أوربية وأصبحوا ممنوعون بموجب القانون بحضور اجتماعات إن كانت للمجلس اجتماعات.

لم نعد نسمع عن اجتماع لجانهم، ولا تقارير تصدر عن لقاءاتهم، بل انعدمت أخبار حتى عن رجال كانوا بالأمس يعدون من ركائز المجلس. أوحينما يتحدث الرجال بجرأة زائدة، يتلقون رسالة الإقالة. حديثي مع الجيل الأول جرني للبحث في أمور عدة ترتبط بالمجلس وموقعه ومايغطيه من أخبار، وماهي الرسائل التي يمررها. أتابع باستمرار مايكتب في الموقع وانطلاقا من موقعي كإعلامي يملك منبرا موجه لمغاربة العالم، أحاول أن أوصل أخبار مغاربة العالم لمغاربة الدنمارك، لكن من له ملكة في الكتابة والنقد في سياسة الهجرة التي تنهجها بلادنا، ليس له مكان على مستوى هذا الموقع.

ما الإنجازات التي حققها ممثلو المجلس من مختلف الدول، وما الدور الذي يلعبونه في دول الإقامة، وما المؤهلات التي يحملونها، وبعجالة وبدون أن أذكر الأسماء. هناك من استغل فرصة عضويته بالمجلس ليخدم أجندة حزبه وجمعيته، رغم أنه كان من الواجب أن يبتعد عن أي نشاط سياسي، هناك من حشر نفسه في خدمة المجال الديني وهو غير مؤهل لذلك، وهناك صنف ماهو لا في العير ولا في النفير.

سؤال طرحناه بيننا، لماذا بقي المجلس مستمرا رغم انقضاء مهمته التي حصرت في أربع سنوات من 2007 إلى 2011، وإن كانت الحكومة تقدمت في آخر أيامها بمشروع قانون جديد يحدد كيفية تكوين المجلس القادم.

هل يبقى مغاربة العالم يعلقون آمالهم على مكونات المجلس المقبل وفق القانون الجديد، هل لنا الحق كمغاربة العالم للمطالبة بتجاوز الأخطاء التي ارتكبت في المجلس منذ التأسيس، أم ستستمر نفس السياسة وبنفس الوجوه؟.