الأربعاء 24 إبريل 2024
فن وثقافة

درشول: "مينوپوز" حالة غير مرتبطة بالجنس، وهذه تجلياتها في المجتمع

درشول: "مينوپوز" حالة غير مرتبطة بالجنس، وهذه تجلياتها في المجتمع شامة، أقصى اليمين خلال عرض مسرحية "المينوپوز"

 ما السر في عنونة ثاني عمل مسرحي لشامة درشول بـ"مينوپوز" وكذا ما السر في وجود شخصيات رجالية فقط في هذا العمل المسرحي الذي عنوانه مرتبط بالنساء فقط؟ تجيب شامة درشول، صاحبة فكرة المسرحية، بالقول:

"تعمدت أن أختار هذا العنوان النسائي لحالة رجالية، يقاسي منها رجالنا، ونهمل معاناتهم هاته، وإني حاولت لفت الانتباه لألمهم عبر وضع عنوان نسائي مع شخصيات رجالية فقط.

أتتني فكرة هذا العمل منذ سنتين، كان لي صديق، وهو يشارف على الاحتفال بسن الخمسين، فاجأته زوجته التي عمرت معه لعشرين سنة برغبتها في الطلاق، الرجل أقر أنه يعيش وزوجته طلاقا نفسيا وعاطفيا منذ سنوات، لكنه يفضل هذا الوضع على أن يجبر على مواجهة حياة جديدة مع أشخاص جدد وهو في سن الخمسين. زوجته، كانت أقوى وهي تواجه "المينوبوز"، أرادت أن تبني لنفسها حياة جديدة بعيدا عنه، لكنه هو كان أضعف من أن يواجه مرحلة ال"مينوبوز" الرجالي، كان أضعف من أن يعيش وحيدا، حتى وهو وحيد لسنوات رغم وجودها وابنتيه في حياته، كان أضعف من أن يقبل على الحياة مع امراة جديدة، كان كطفل صغير تائه، يتألم لكنه يكتم ألمع، ويتكتم عنه، فنحن في مجتمع لا يسمح للرجل بان يتالم. مسرحية"مينوبوز"، ليست مجرد  ثاني عمل مسرحي أشرف عليه من الفكرة إلى الانتاج، وأتعاون فيها للمرة الثانية مع فرقة "ارتا للفنون"، مسرحية "مينوبوز"، هي محاولة لإخراج رجال الخمسين من ظلمات الألم، ومن سخرية المجتمع بأن رجال الخمسين "كتجيهم المراهقة المتأخرة"،هي محاولة للتوقف من أجل الالتفات إلى معاناة الرجال في مجتمع لا يعترف للرجال بالحق في الألم، هي محاولة أيضا، للفت الانتباه إلى أن "المينوبوز" ليس مجرد حالة نسائية، ولا حتى رجالية، هي حالة مجتمع بأكمله، "بلاد على قدها"، وبعد تجاوزها الخمسين بعد الاستقلال، لا تزال تعاني "المينوبوز"، دينا، سياسة، فكرا،  ومجتمعا..."كلنا في مينوبوز".