الأربعاء 24 إبريل 2024
اقتصاد

وصفة سمير شوقي ليستغني المغرب عن المساعدات المذلة لبعض دول الخليج

وصفة سمير شوقي ليستغني المغرب عن المساعدات المذلة لبعض دول الخليج سمير شوقي

كتب الزميل سمير شوقي في افتتاحيته بـ Horizon TV بخصوص ما أعلنه عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، بأن المؤشرات المالية ستتحسن عندما يستقبل المغرب دفعة جديدة من مساعدات الخليج، مشيرا إلى أنه ينبغي إيقاف تلك التحويلات التي تسمى خطأ مساعدات. مؤكدا أنه مخطئ من يعتقد أن المغرب بلد فقير كما وصفه الوزير لحسن الداودي.. في ما يلي نص الافتتاحية:

"قبل أيام قال عبداللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، إن المؤشرات المالية ستتحسن عندما يستقبل المغرب دفعة أخرى من مساعدات الخليج المقدرة بمليار و250 مليون دولار على خمس سنوات، أي بمعدل 250 مليون دولار سنويا، وقد تأخرت هذه الدفعة لأكثر من سنة وقد لا تأتي.

للتذكير، بعد اندلاع الخلاف بين السعودية والإمارات من جهة وقطر من جهة أخرى، تبنى المغرب موقفا حكيما بالحياد التام مع اقتراح وساطته، الشيء الذي لم يرق بعض الأطراف المتبنية لمواقف متطرفة من قبيل مبدأ جورش بوش: "إما معي أو ضدي". وهذا ما سماه بعضهم في تغريداته "الرسمية" باللون الرمادي الذي لا يحبه.

الآن بات واضحا أن الرد الغير معلن هو إيقاف تلك التحويلات التي تسمى خطأ مساعدات، فيما الواقع أنها تندرج في إطار شراكة تعاون امتدت لعقود عندما وقع المغرب مع ملكيات وإمارات الخليج اتفاقية الدفاع المشترك، ونتذكر كيف فعلها المغرب إبان حرب الخليج سنة 1991 والحرب على اليمن سنة 2015.

مخطئ من يعتقد أن المغرب بلد فقير، كما وصفه لحسن الداودي وزير الشؤون العامة، ومن العيب أن يتم اللجوء إلى سياسة مد اليد، في حين أن البلد غني برأسمال لا مادي تمتد جذوره لأزيد من 12 قرن، وغني بمناجمه وبحاره وثرواته الطبيعية.

لكن البلد يعاني من تهرب ضريبي من طرف بعض الأغنياء، البلد ينسف بحكامته السيئة وتفشي الفساد والرشوة، البلد يبدر أمواله في صفقات بالملايير تفتقر الحد الأدنى من الرقابة، البلد يسير بأكثر من إمكانياته.

لذلك بإمكان المغرب أن يرفع رأسه عاليا ويحافظ على كرامة مواطنيه ويستغني عن مساعدات خارجية مذلة، وذلك بترشيد نفقاته وبتفعيل آليات الحكامة والشفافية وشن حرب بلا هوادة على الرشوة والفساد والتهرب الضريبي وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

إذاك سنوفر أكثر من 250 مليون دولار سنويا والأهم أننا سنفرض احترام الآخر ونخرس ألسنة التخلف، فلا قيمة لشعب بدون كرامة".