الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

فيروس شركات التنمية المحلية الذي خربت به وزارة الداخلية الدار البيضاء (مع فيديو)

فيروس شركات التنمية المحلية الذي خربت به وزارة الداخلية الدار البيضاء (مع فيديو) عبد الوافي لفتيت وزير الداخلية (يسارا) وإدريس رشيد مدير شركة الدار البيضاء للتهيئة (فوق) ويوسف ضريس مدير "كازا ترسبور"

استعمل مدير نشر جريدة "الوطن الآن" و"أنفاس بريس" المثل الشعبي القائل: "اللي بْغا يخْونْ الجامعْ كيحْفرْ للصمْعةْ"، لتعرية واقع شركات التنمية بالدار البيضاء وفظائعها، مسترجعا ما روجته السلطات العمومية من أفكار سلبية عن الجماعات المحلية للتمهيد لخلق هذه الشركات، مفادها أن المجالس المنتخبة تضم أعضاء فاشلين، وبأن المنظومة القانونية الأرثوذكسية لا تسمح للمشاريع المستقبلية بالخروج لحيز الوجود، مما حذا بالسلطات لإحداث شركات التنمية المحلية. وبعد خلق هذه الشركات من طرف وزارة الداخلية تم الاحتفال بهذا الحدث، مثل ما تم الاحتفال بالإنسان الذي خطا الخطوة الأولى على سطح القمر، ومع ذلك بارك الرأي العام القرار وقال: "أمين"، لأن المواطن المغربي في آخر المطاف لا يرغب سوى في تجويد المرفق العمومي وأن تكون الخدمات في المستوى المطلوب. لكن بأسف شديد، يضيف أريري قائلا، "لما بدأت هذه الشركات تنجز الأوراش، تفاقمت مشاكل البيضاويين وازدادت عذاباتهم في التنقل بسبب فظاعات الأشغال، حتى أضحى المواطن البيضاوي يردد مثلا آخر: "ما تْبدلْ صاحْبكْ غيرْ بكْرفْ منو".

وحسب المتحدث نفسه، فإنه لا يوجد بيضاوي من لم يكتو بنار التنقل ومشاكل الاختناقات المرورية، كما لا يوجد بيضاوي لم تتدهور تجارته ومداخيله جراء هذه الأشغال التي عرقلت عمل المتاجر والمقاهي والأعمال الحرة والخاصة، وتركت آثارا سلبية تسببت فيها تلك الأوراش التي فتحتها شركات التنمية المحلية بدون دراسة النتائج واتخاذ الإجراءات المصاحبة لتخفيف المحنة على البيضاويين. وقدم الزميل عبد الرحيم أريري نموذجين لهذه الشركات، وهما: شركة الدار البيضاء للتهيئة وشركة الدار البيضاء للنقل. وكشف في هذا السياق عن أوراش نفق الموحدين الذي أحدث في شارع الجيش الملكي، ونفق طريق أزمور، ونفق المجمع الشريف للفوسفاط، وقنطرة عزبان، وكذلك نفق عين السبع وقنطرة مرجان كاليفونيا (تتولى أشغالها وزارة التجهيز)، معتبرا أن مثل هذه الأوراش موجودة في مختلف مدن العالم، وأخرى أكثر تعقيدا من ذلك من الناحية الهندسية مقارنة مع  ما يجري في الدار البيضاء. ومع ذلك فهذه المدن التي تحترم نفسها تقوم بدراسة الجدوى وتشخيص الانعكاسات السلبية للأوراش على المواطن وعلى حركة السير.

وتساءل أريري: "هل يعقل أنه في شارع الجيش الملكي الذي تعبره 100 ألف سيارة يوميا، أن تباشر الأشغال دون سابق إعلان، وتعرقل حركة السير المهولة بحجة أن الشركة ستنجز نفقا، بدون أن تتخذ الاحتياطات والقيام بدراسة الجدوى والمواكبة للعدد الهائل للسيارات المتنقلة عبر الشارع؟" وطرح بدائل لكيفية عبورها، ووقوفها وتوقفها، لضمان انجاز الورش من جهة، وأيضا حتى لا يتم تعطيل مصالح الناس المرتبطة بالعمل والأغراض المهنية والتجارية والإدارية والشخصية.

ولاحظ المتحدث أن المشاكل المترتبة عن ورش نفق شارع الجيش الملكي، تصدق على جميع الأوراش: بطريق أزمور، وعين السبع، وطريق عزبان، وطريق مرجان كاليفورنيا، إلخ.. واستنتج أريري من هذه الفوضى أن هذه الشركات تتصرف بمنطق أنها تقوم بتنمية الدار البيضاء بـ "النفخة"، وبالتالي ما على المواطن إلا أن يستسلم لها، "بززْ منو".

واستحضر أريري أن شركات التنمية المحلية، إما أنها دون المستوى لتتولى الإشراف على هذه الأوراش الكبرى، وإما أنها تتعامل مع الناس كأنهم "بوزبال" لا يستحقون احترام كرامتهم وآدميتهم .

رابط الفيديو هنا