حلم المغاربة ألا يستوردون فقط التكنولوجيا الحديثة والسيارات وآلات الغسيل وسكانير وكل ما يجعل المستحيل ممكنا والحياة يسيرة، بل حلمهم الأكبر أن يستوردون أيضا الوزراء والولاة والمنتخبين والمدراء والمهندسين.

في الصين كل شيء يتحرك بالساعة، يعرفون قيمة الزمن، وما معنى "الوعد" والوفاء بالكلمة. إذا قال لك صيني سأحول هذه الصحراء إلى محيط، فنم على جنب الراحة وصدق كلامه، بدليل محطة القطار التي أنجزتها شركة صينية في رمشة عين. إذ قضى حوالي 1500 عامل صيني تقريبا تسع ساعات فقط لربط محطة القطار في مقاطعة فوجيا (جنوب الصين) بخطوط السكك الحديدية، بشكل أذهل المراقبين الدوليين الذين وقفوا إجلالا لكفاءة الصينيين في هذا التحدي.

أما إذا قال لك عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز، أو يوسف الضريس، مدير شركة "كازاترانسبور"، بأنه بعد عام ستنتهي الأشغال في قنطرة مرجان أو مدار عزبان بالبيضاء، فإنهما يقصدان بالعام "القرن". والدليل أن وزارة التجهيز المشرفة على قنطرة مرجان، وشركة "كازا ترانسبور" المشرفة على تهيئة مدار عزبان، أطفأتا شمعتهما الثالثة، وعمالهم وآلياتهم الحديدية مازالت "تحتل" قنطرة مرجان كاليفورنيا ومدار عزبان. بمعنى أن على البيضاويين الرضوخ للأمر الواقع والاستئناس بالفوضى والعذاب اليومي والاختناق المروري من أجل عيون الوزير اعمارة ويوسف الضريس، اللذين طاب لهما المقام، هما وإدارتيهما وشركتهما، بالمكان، وما على بيضاوة إلا التمسك بالحلم والأمل، لأن "القدرة الإلهية" وحدها هي التي ستخرج وزارة التجهيز و"كازاترانسبور" من قنطرة مرجان ومدار عزبان.. فالوزير اعمارة والمدير يوسف الضريس، للأسف، ليسا من الصين حتى "يكون لسانهم قد دراعهم"!!!!.