Thursday 1 May 2025
سياسة

الملك محمد السادس: المنطقة المتوسطية تمر بسياق مأساوي ومتردي

الملك محمد السادس: المنطقة المتوسطية تمر بسياق مأساوي ومتردي

وجه الملك محمد السادس رسالة، بمناسبة الحفل الأول لموسيقى البحر الأبيض المتوسط المنظم بقصر الأمم بجنيف، والتي تلتها الأميرة للا حسناء اليوم السبت 9 يوليوز 2016.

وأكد الملك من خلالها عمله الجاد على عودة المنطقة المتوسطية، إلى فضاء السلم المستدام والرخاء المشترك، و تجسيد من جديد على قيم التشارك والاحترام المتبادل والتسامح والتنوع، وإعادة المجد والعز للفضاء المتوسطي، وأن هذا ما يسعى له المغرب جاهدا لتحقيقه بتعاون وتضامن مع بلدان أخرى، انطلاقا من تشبثه واعتزازه بانتمائه المتوسطي.

وأوضح الملك محمد السادس في الرسالة، أن الفضاء المتوسطي تتهدده العديد من أشكال التصدع الخطيرة، وسط تصاعد وتيرة العنف والإرهاب والتطرف والانكفاء على الذات، علاوة على المآسي المرتبطة بالهجرة وتدبير الموارد المشتركة وحماية البيئة.

كما دعا الملك إلى التحلي بالشجاعة والعزم، من أجل أن يحاور بعضنا البعض، ونصغي لبعضنا البعض ونفهم بعضنا البعض، ونعمل مع بعضنا البعض، باسم كل ما هو مشترك بيننا.

وأكد الملك محمد السادس في رسالته، أن للفنان دور كبير والمتمثل في إحياء هذه الثقافة التي رأت النور في كنف الفضاء المتوسطي، مضيفا جلالته بأن الفنان يعمل على تغذية الروابط التي تجمعنا بهذا الفضاء وقيمه.

وأبرز الملك أن تنظيم هذا الحفل اليوم، في هذا السياق المأساوي والمتردي الذي تمر منه المنطقة المتوسطية، سيمكننا ولو للحظة وجيزة، من أن نحتفي ونحتفل بأبهى ما نمتلك من قيم الإنسانية والتسامح والحرية والكرامة والاحترام المتبادل، مؤكدا جلالته بضرورة احتضان مختلف البلدان المتوسطية هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الثقافية المماثلة، وأن تعبئ هذه البلدان مثقفيها وفنانيها، من أجل التصدي لنزعات الانطواء والتعصب والتطرف.

وأضاف الملك في ختام رسالته أن إنسانية وحداثة النهج المغربي، تنبثقان من صلب القيم التي تنادي بها منظمة الأمم المتحدة، والمتمثلة في الحوار بين الحضارات والتنوع الثقافي، ونبذ التطرف بكل أشكاله، وأن ثروة أي بلد من البلدان، لا تقاس فقط من خلال المؤشرات الاقتصادية، بل وكذلك وبالدرجة الأولى من خلال القوة الناعمة التي يتوفر عليها، ومن خلال ما يتمتع به من استقرار وعراقة تاريخ، وغنى ثقافي وموروث حضاري.