لم ينعم بعد المغاربة بنعمة عيد الفطر حتى بدأت الوساوس تتملك أكثر من مواطن بالنظر للفوضى التي ميزت صلاة عيد الفطرالأخير بسبب تضارب تقدير المصالح العمومية في تحديد ساعة إقامة الصلاة بمختلف مدن المغرب. ذلك أن مدينة أقامت صلاة العيد يوم الأربعاء الماضي في الساعة السادسة وأخرى في السادسة والنصف وثالثة في السابعة ورابعة في العاشرة صباحا، وهكذا ذواليك مما أربك المصلين في العديد من المدن خاصة في تلك التي قررت فيها الصلاة فورشروق الشمس دون أن يتم استحضار البعد الاجتماعي والاحتفالي لمناسبة العيد وترك هامش للمصلين لاصطحاب أبنائهم أو ذويهم.
هذا واعتبر بعض المراقبين تشبت السلطات العمومية بتنظيم الصلاة في وقت باكر جدا ببعض المدن بمثابة تهريب لصلاة العيد على الطريقة الوهابية، بالنظر إلى أن الظاهريين هم الذين يتشبتون بحرفية النص في تأويل توقيت الصلاة دون استحضار السياقات لكل منطقة.
المراقبون لم ينطقوا عن هوى بل بالارتكاز إلى سوابق عاشها المغرب بشأن تضارب تحديد مقدار الزكاة في السنوات الماضية مما كان يخلق سجالا كبيرا بين المجالس العلمية المحلية. فمدينة كانت تحدد مقدار الزكاة في 8 دراهم للفرد الواحد وأخرى في 17 درهم وثالثة في 15 درهم دون تقدير للتفاوت بين الأقاليم. لكن هذه السنة تم تجاوز الإشكال لما تدخل المجلس العلمي الأعلى وحدد مقدار الزكاة بين 12 و15 درهم لكل فرد وبالتالي تم سد الباب الذي تتسرب منه الخلافات والصراعات بالمغرب وأغلق باب السجال بالنسبة للمجالس المحلية.
تأسيسا على هذا الاجتهاد يتسائل المراقبون عن سر صمت وزير الأوقاف عن التدخل لتنظيم توقيت صلاة العيد بحكم أن المساجد والمصليات تدخل تحت وصاية مصالحه ولماذا لا يتدخل لتوجيه المندوبيات الجهوية والإقليمية للوزارة باحترام ما اعتاد المغاربة القيام به منذ قرون. فإن كان المشكل قد تم تجاوزه في عيد الفطر الأخير فإن الوزير أمامه فرصة التصحيح والتدارك في عيد الأضحى المبارك القادم حتى لا يبقى تحديد وقت صلاة العيد بيد الوهابيين والظاهريين الذين يهربون الفرحة والبهجة في أقدس يوم عند المغاربة، ألا وهو يوم العيد.
يا وزيرالأوقاف، أمامك شهران لحماية الموروث المغربي، رجاء لا تشعلها فتنة بالمغرب في عيد الأضحى القادم !