Thursday 1 May 2025
سياسة

الأخطاء التي استغلها الأصوليون للتسلل إلى مفاصل المجتمع المغربي

الأخطاء التي استغلها الأصوليون للتسلل إلى مفاصل المجتمع المغربي

كانت هناك أخطاء قاتلة.. أخطاء تتعلق بسوء فهم ما يسمى بالعولمة. البعض اعتبر أن العولمة هي فقط الأنترنيت، هي العنكبوت، هي المعلومات، وهي أن أسافر إلى حيث أشاء، ونسوا أن من بين أهم مزايا ومشاكل العولمة، أن الأخبار والمعلومات والقيم والبشر والأفكار تهاجر وتسافر، وأن الإنسان عليه أن يأخذ احتياطات لتحصين بلاده بالثقافة والتربية والتكوين، ويحصنها بتملك القيم لتفسيرها وليس لفرضها، كي يتداولها المجتمع ككل على مستوى المدرسة وعلى مستوى المسجد... فلا يعقل أن المسجد في المغرب في غالب الأحيان أصبح حاضن الوهابية والحنبلية والحنفية.. كأن المغرب فيه فراغ ديني، وهو ليس كذلك.. وهناك عنصر ثان، يتمحور حول أخطاء مرتبطة بتقدير الهجوم العالمي الذي قام به البيترودولار الوهابي والشيعي، حيث تعامل معه المغرب (مع الموضوع) وكأنه غير معني. وتناسينا أنه منذ السبعينات والميول الأصولية تدخل إلينا من أوروبا ومن أمريكا عبر المغاربة وغير المغاربة، وأن هذه الدول اشتغلت عبر تمويل المراكز الدينية وما يشبه الدينية والمساجد القبوية، وأن المغاربة وغير المغاربة اشتغلوا في أوروبا وفي إنجلترا وأمريكا، ومنهم جاءت موجة إعادة أسلمة المغاربة وكأنهم لم يكونوا مسلمين، خاصة أناس القرى والمناطق الجبلية وكذلك هوامش المدن الكبرى: الرباط وسلا والدار البيضاء وطنجة ووجدة وتطوان... لدرجة أن هذه الميول التي جاءت من الخارج نخرت المجتمع، وجعلت الشباب ينخرط في عدد من الشبكات العالمية التي هي عبارة عن بحر فيه ما يصلح وفيه ما لا يصلح...

 إن المجتمع والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية لم يسهروا على أن يكون شبابها مسلحا بالعلم وبالمعرفة والثقافة حول ما يجري في العالم... فما من موجة تأتي إلا وجرت وراءها الشباب المغربي.. وهذا ما جعل البيترودولار الوهابي والسلفي التقليدي السلبي العنيف والشيعة العنيفة كذلك، يجدون الشباب المغربي، داخل المغرب وخارجه، غير مسلح... وهذا ما يجعلنا اليوم نعتبر بأن هناك خطرا ليس فقط من طرف بعض الأحزاب المغربية، بل هناك مشكل عالمي... ومع الأسف هناك تعامل سلبي، وهو تجاهل كل هذه الأشياء الموجودة في العالم، وتعاملنا معها، كحكومة وكأحزاب وكمجتمع ديني وسياسي في المغرب وكأنها لا تعنينا... مما جعلنا نضيع جيلا بأكمله: فجيل 2000 وجيل 2010 انفلت من الجميع، وانفلت من كل الأحزاب انفلت من النظام انفلت من المنظمات...أنظروا ما يجري حول مدونة الأسرة، حول الأمازيغية، حول حقوق الإنسان، حول الزواج وغير الزواج، إلخ... هذا كله يجعل أن هناك تفسيرا سلبيا للمغرب.

 ما يهمنا في كل هذا هو أن المجتمع المغربي اليوم دخل في مسلسل استرجاع التقليد السلبي والذي لم يكن إطلاقا في مغرب الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات. فعلى مستوى القيم وعلى مستوى الحداثة والانفتاح على العالم هناك تراجع كبير في مغرب اليوم مقارنة مع مغرب 1960 و1970...