الجمعة 26 إبريل 2024
سياسة

المصطفى النازيه: هذه هي دلالات تعيين الجزولي وزيرا منتدبا في التعاون الإفريقي

المصطفى النازيه: هذه هي دلالات تعيين الجزولي وزيرا منتدبا في التعاون الإفريقي المصطفى النازيه، المدير المسؤول عن موقع" Mafrique "، والوزير محسن الجزولي ( يسارا)

عين الملك محمد السادس أمس الاثنين 22 يناير الجاري محسن الجزولي، صاحب إحدى أكبر مكاتب الاستشارات Valyans، التي تستحوذ على أغلب طلبات الخبرة والاستشارات العمومية، وزيرا منتدبا في الخارجية مكلفا بالتعاون الإفريقي.
وحول اختيار الجزولي ( التقنوقراطي) لشغل هذا المنصب و إلى أي مدى يشكل الاختيار توجها براغماتيا للتعاون المغربي الافريقي نحو مزيد من تنمية الاستثمارات المغريية والشراكات بهذه القارة ؟

"أنفاس بريس"، اتصلت في هذا الموضوع، بالمصطفى النازيه، الخبير في الشؤون الافريقية، و المدير المسؤول عن موقعMafrique  فأعد الورقة التالية :
                                      وزارة الجزولي... وزارة التحديات الاقتصادية إفريقيا بامتياز
مما لا شك فيه أن الوزارة المكلفة بالشؤون الإفريقية التي كان الملك محمد السادس قد قرر إحداثها كانت قد أثارت اهتمام الملاحظين للشأن المغربي ارتباطا بالشأن الإفريقي.
و رغم أن تعيين وزير لها أتى في إطار تعيين وزراء عوضوا من تمت إقالتهم سابقا من طرف الملك على إثر ملف، أو ملفات، الحسيمة، إلا أنها تبقى الوزارة التي تهم هؤلاء الملاحظين بالدرجة الأولى.
أكيد أن الوزارات الأخرى التي شملها التغيير بالغة الأهمية، بل تكتسي طابعا حساسا على المستوى الداخلي كونها وزارات اجتماعية و تدبيرها مرتبط مباشرة بتنمية الوطن، إلا أن الوزارة المكلفة بالتعاون الإفريقي (و هذه هي تسميتها)، سيكون لعملها و تسييرها نتائج على الوضع الداخلي كذلك، إضافة إلى دورها الإفريقي الأساسي. فهي عبارة عن وجهين لعملة واحدة.
من هنا كان الترقب عن "بروفايل" الشخصية التي ستسند لها هذه الحقيبة، فيما يخص مجال الاشتغال و الكفاءات على الخصوص.
ترقب هذا التعيين كان سيعطي صورة عن مرحلة العلاقات بين المغرب و باقي الدول الإفريقية، و التوجه الحالي و المستقبلي، و كأن الأمر يتعلق ب" تيرمومتر" (أو مقياس حرارة).
فبعد تعيين  الملك لمحسن الجزولي، وزيرا منتدبا لوزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مكلفا بالتعاون الإفريقي اتضح أن العلاقات المغربية الإفريقية أمام محطات اقتصادية حاسمة و على رأسها استكمال مسار الانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) و ما يترتب عنه من إصلاحات و إجراءات ملائمة من شأنها أن تفتح باب سوق ضخمة أمام المقاولين و رجال الأعمال المغاربة لاستغلال الفرص المتاحة.
أما العلاقات السياسية و الدبلوماسية؛ فهي على المسار الصحيح منذ العودة المظفرة للمملكة إلى الاتحاد الإفريقي، خاصة أن الملك يقود قاطرتها و يحرص على اللقاءات المباشرة مبادرا إلى الحوار مع الأصدقاء و الخصوم على حد سواء. فكم من خصوم الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم لما نضجت الظروف. و رحم الله جلالة المغفور له الحسن الثاني الذي كان يشبه السياسة بالفلاحة، في هذا المجال. فالمرحلة الآن للاقتصاد بامتياز بكل ما لها و ما عليها