الأحد 8 سبتمبر 2024
كتاب الرأي

سيد أبو اليزيد: ضحايا "الدوت كوم!!"

سيد أبو اليزيد: ضحايا "الدوت كوم!!"

ربما يرى البعض بعد مرور نحو اكثر من عشر سنوات على استخدام المواطنين العرب للفيس بوك وغيره من مواقع الدردشة والغرف المغلقة انه السبب وراء خراب العديد من البيوت او الوقيعة بين ابناء البلد الواحد والتغرير بأبناء الاسر العريقة بتصويرهم في مشاهد اباحية بهدف ابتزازهم فيما بعد. 
واذا كان الغرب يستهدف من السيلة التي ابتكرها تحقيق والتواصل عبر الاف الاميال الا ان بعض من الشعوب العربية فقدت بوصلتها في التعامل مع المواقع الالكترونية بصورة صحيحة واصبحنا امام اربع نوعيات في تصنيف التعامل مع غرف الدردشة الالكترونية التي يمتد تعاملها الخاطئ والغير الهادف الى وقوع ما يسمى بخيانة الدوت كوم والمعروفة بالخيانة الالكترونية سواء بقصد او عن دون قصد. 
واتفقت مع صديقي المثقف المغربي خروبي نورالدين على ان تصنيف المتعاملين مع الفيس بوك يذهب الى نوع يهتم بطرح صورة ممثل مشهور ار اسم مستعار او حتى صور قليلة الادب ويدرك من يريد التجاوب معه وهو على شاكلته وليس هناك خوف من هذه النوعية لأنها لا تكذب والنوع الثاني يضع صورته الشخصية واسمه الحقيقي ويعلن انه باحث عن علاقة بكل صراحة ووضوح ولا خوف منه لأنه يعرف من سيتجاوب معه بدون حاجة للجوء لأساليب ملتوية للكذب اما النوع الثالث وهو اخطرهم على الاطلاق حيث نجد له بروفايل يدل على الوقار والادب ويحتوي على آيات واحاديث دينية الى جانب الحكمة والنصائح الاخلاقية واولى رسائله تدل على الوقار والاخلاق والاحتشام الى ان يمر على المسائل الشخصية للمتعامل معه من خلال تصعيد الاسئلة الشخصية لتبدا بعدها الغراميات الخفيفة وقد تتجاوب الضحية او تنصرف عنه في حين ان النوعية الرابعة والاخيرة وهي من الشخصيات العامة والمشهورة سنجد لها صورة حقيقية واسم حقيقي وينشر اعماله على صفحته ويبحث عن ضحيته بعناية فائقة من خلال عرض خدماته المجانية .
وللأسف نجد ان اغلب هذه النوعيات من ابناء الوطن العربي غير القادرين على تحديد اهدافهم من الوسيلة الالكترونية وكأنهم في متاهة جميعهم غير اننا نجد ان الغرب مبتكر الوسيلة الالكترونية يدركون هدفهم مباشرة عند التعامل مع هذه الوسيلة ورغم انهم وراء انتاج المواقع الاباحية الا ان اكبر المستهلكين لها من العرب 
والفيس بوك لم يتم ابتكاره بهدف البحث عن فتاة جميلة او سهلة او رجل غني يتم الاستفادة من ثرواته الخليجية او استغلال المثقف للوسيلة لتلبية احتياجاته ومن الغريب ان الفتاة العربية تحاول ان تحصد اكبر عدد من اللايكات والاعجاب من خلال طرح صور ومشاهد متنوعة تتمتع بها بالجاذبية وكلما كانت مثيرة نجحت في تجميع اكبر عدد من اللاىكات والتعليقات .
ينبغي عند التعامل مع الفيس بوك ان يكون الاستخدام هادف ولكن المسالة قد تكون صعبة حاليا وتحتاج لبعض الوقت ووقتها ستظهر وسيلة جديدة تقضى على الحالية كما فى استخدامنا زمان لأجهزة الفيدبو وربما يرجع الامر الى التوسع فى استخدام المواطنين العرب لمواقع التواصل الاجتماعي نظرا لانهم عاشوا لفترات طويلة في مجتمعات منغلقة وبين الذكور والاناث اسوار طويلة والا اسوار برلين او حتى سور الصين العظيم. 
واذا ا كان المجتمع العربي انغلق على نفسه نوعا ما وفى نفس الوقت اتاح المجتمع فرصة التواصل وخاصة بين الرجل والمرأة ومن هنا بدا ظهور اعراض الفيس بوك المرضية والعرضية لمحاربة والتصدي لحالات الكبت وبدانا نلمس حالات من التوجهات لكلمات تخدش الحياء فى التعامل بين الطرفين. 
نحن بحاجة لدراسات علمية متعمقة لما حققته مواقع التواصل الاجتماعي من ظواهر ايجابية واخرى سلبية لتجنبها بطريقة هادفة... واعتقد ان الرقابة الذاتية والضوابط الداخلية لقيمنا واخلاقنا وتربيتنا الدينية هي الوسيلة الدفاعية والوقائية الوحيدة لمواجهة تجاوزات غرف الدردشة المغلقة وان اتجاه العديد من الدول العربية لتجريم الخيانة بالدوت كوم لحماية ضحايا جرائم الانترنت من خلال طرح تشريعات جديدة مسالة اصبحت ملحة رغم صعوبة اثبات حالة التلبس ولا يتبقى امام القاضي سوى معاقبة المخالف بتهمة التحريض على الفسق والفجور.