Thursday 23 October 2025
Advertisement
كتاب الرأي

محمد نشطاوي: احتكار تدبير شؤون الأحزاب تسبب فـي نفور الشباب من العمل السياسي

محمد نشطاوي: احتكار تدبير شؤون الأحزاب تسبب فـي نفور الشباب من العمل السياسي محمد نشطاوي
للأسف‭ ‬زعماء‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬يحتكرون‭ ‬التواصل،‭ ‬ويحتكرون‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الشباب،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬العزوف‭ ‬سواء‭ ‬منه‭ ‬الانتخابي‭ ‬أو‭ ‬السياسي،‭ ‬فأمين‭ ‬عام‭ ‬الحزب‭ ‬أو‭ ‬كاتبه‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬الحزب‭ ‬ويحتكر‭ ‬كل‭ ‬الأمور‭ ‬التدبيرية،‭ ‬حيث‭ ‬تجده‭ ‬يتكلم‭ ‬في‭ ‬الرياضة‭ ‬وفي‭ ‬السياسة،‭ ‬وفي‭ ‬الصحة،‭ ‬وفي‭ ‬الإعلام،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬مقابل‭ ‬استبعاد‭ ‬وتهميش‭ ‬كل‭ ‬الفعاليات‭ ‬وكل‭ ‬في‭ ‬اختصاصه‭ ‬من‭ ‬طرح‭ ‬رؤية‭ ‬الحزب‭ ‬لظاهرة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬حدث‭ ‬معين،‭ ‬أو‭ ‬التفاعل‭ ‬مع‭ ‬تطور‭ ‬معين‭ ‬أو‭ ‬ظرفية‭ ‬معينة،‭ ‬وهذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬بأن‭ ‬الأحزاب‭ ‬المغربية‭ ‬عقيمة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هناك‭ ‬احتكار‭ ‬لتدبير‭ ‬الحزب‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬رئيس‭ ‬الحزب‭ ‬أو‭ ‬أمينه‭ ‬أو‭ ‬كاتبه‭ ‬العام،‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬الأمراض‭ ‬المستعصية‭ ‬في‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الأحزاب‭ ‬ورؤسائها‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬ترك‭ ‬منصبة‭ ‬لولاية‭ ‬ثالثة‭ ‬أو‭ ‬رابعة‭ ‬وربما‭ ‬الى‭ ‬الأبد‭ ‬الى‭ ‬حين‭ ‬تذكره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العناية‭ ‬الإلاهية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الحياة‭ ‬الحزبية‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬الأحزاب‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬"شيخ‭ ‬ومريده"‭ ‬كما‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬الحزب‭ ‬بمثابة‭ ‬ضيعة‭ ‬تم‭ ‬تسجيلها‭ ‬باسم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الكاتب‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬رئيس‭ ‬الحزب‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الحزب،‭ ‬ولا‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬التفاعل‭ ‬الداخلي،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬استبعاد‭ ‬لتوجهات‭ ‬ورؤى‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬تحاول‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العمل‭ ‬داخل‭ ‬الأحزاب،‭ ‬وهذا‭ ‬أحد‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬تجعلها‭ ‬غير‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الإلمام‭ ‬بمطالب‭ ‬الشباب‭ ‬واستيعابهم‭ ‬وتأطيرهم،‭ ‬لدرجة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬احصائيات‭ ‬تشير‭ ‬الى‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬ما‭ ‬تؤطره‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬3‭ ‬في‭ ‬المائة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬97‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬والفئة‭ ‬الناخبة‭ ‬يتم‭ ‬تأطيرهم‭ ‬عبر‭ ‬الإعلام‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الشبكات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬أو‭ ‬جمعيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وهذا‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬النقائص‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الحياة‭ ‬الحزبية‭ ‬والسياسية‭ ‬في‭ ‬المغرب‭. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تنتبه‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬لهذه‭ ‬المعضلة،‭ ‬خصوصا‭ ‬وأن‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬ما‭ ‬فتئ‭ ‬يطالبها‭ ‬بتحسين‭ ‬أدائها‭ ‬كي‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬لا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مجرد‭ ‬دكاكين‭ ‬انتخابية‭ ‬تفتتح‭ ‬في‭ ‬المحطات‭ ‬الانتخابية‭ ‬وتقفل‭ ‬بعد‭ ‬صدور‭ ‬النتائج‭ ‬مما‭ ‬يساهم‭ ‬في‭ ‬عزوف‭ ‬الشباب‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬السياسي‭ ‬وبالتالي‭ ‬افتقادهم‭ ‬للتأطير،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬التظاهرات‭ ‬الاحتجاجيات‭ ‬تتم‭ ‬تحت‭ ‬يافطة‭ ‬تنسيقيات‭ ‬بدل‭ ‬الأحزاب‭ ‬والنقابات،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬احتجاجات‭ ‬جيل‭ ‬زيد،‭ ‬لذلك‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬يسائل‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيرها‭ ‬ويفرض‭ ‬عليها‭ ‬مسؤولية‭ ‬تأطير‭ ‬الشباب‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التقرب‭ ‬منهم‭ ‬والإنصات‭ ‬لمطالبهم‭ ‬واستيعابهم‭  ‬داخل‭ ‬تنظيماتها‭. ‬