السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: إسلاموفوبيا مقيتة ومعاداة للسامية

حيمري البشير: إسلاموفوبيا مقيتة ومعاداة للسامية

لم تعد معاداة السامية مرتبطة فقط باليهود، بل أصبحت مرتبطة كذلك بالمسلمين في الغرب.. حكاية الشاب المغربي الذي قضى سبع سنوات في كلية الطب ببلجيكا والتي كان يطمح أن يختمها بتخصص، عرفت نهاية حزينة بسبب المسؤول عن تأطير الطلبة في الكلية.. لعل الأحداث المتتالية التي عرفتها العديد من الدول الأوروبية، وكان آخرها بلجيكا غيرت من نظرة الأوروبيين من الإسلام والمسلمين القاطنيين بأوروبا، وأصبحت تلمس في الوجوه حقدا دفينا..

المزدادون بأوروبا من المسلمين هم أوروبيون ثقافة وسلوكا وهويتهم هي هوية بلدان الإقامة ولا يحملون من الهوية الإسلامية إلا القليل .

حسرة كبيرة عاشها هذا الطالب المغربي وانتكاسة تبقى راسخة في ذاكرته بعد علمه بنتيجة السنة الأخيرة من تخصصه والتي كانت مفاجأة له نظرا لكفاءته وعدم انتظاره الحصول على نقطة 9 على 20 وهو الذي اجتاز السنوات السبع بتفوق منقطع النظير.

حوار الطالب المغربي مع الأستاذ المشرف بعد ظهور النتائج كان مفاجئا وبعيدا عن طبيعة المادة التي امتحن فيها، بل تناول المحاور في  نقاشه قضايا تتعلق بانتمائه الديني وجنسيته وو... الطالب المغربي كان ذكيا في تسجيل الحوار الذي دار بينه وبين الأستاذ المشرف، ليؤكد للعالم أن ما جرى له في نهاية سنة تخصصه لا علاقة له بالكفاءة التي تميز بها خلال سبع سنوات من الدراسة، وإنما عنصرية مقيتة تزايدت في المجتمع البلجيكي بعد الأحداث المؤلمة التي ارتكبها المجرمون المتطرفون، والتي سيبقى يؤدي ضريبتها كل الأجيال القادمة، ليس فقط في بلجيكا وإنما في أوروبا بكاملها. ما يعاني منه هذا الشاب المغربي في بلجيكا أصبحنا نلمسه في المجتمع الدنماركي، بحيث أن العديد من الكفاءات المغربية في مختلف التخصصات أصبحت تعاني في الجامعات والمعاهد الدنماركية، وتعذر لدى العديد منهم إيجاد مكان للتدريب.. ونتساءل كيف يتعامل الشباب المغربي مع الإسلاموفوبيا التي برزت في المجتمع؟وماذا سيتولد لدى الشباب الذي ينهون دراستهم ويجدون بعد التخرج صعوبة لإيجاد فرصة عمل؟

النموذج لأحد أصدقائي الأتراك الذي تخرج ابنه مهندسا في الإعلاميات وعاش بعد تخرجه أزمة نفسية بسبب صعوبة إيجاد عمل وانتهت بمأساة. خرج أحد الليالي من شهر دجنبر الماضي ولم يعد، ولم تظهر أخباره إلا بعد أكثر من ستة أسابيع حيث وجدوه ميتا في إحدى شواطئ العاصمة الدنماركية.

ما يعانيه الشباب المسلم في المجتمعات الغربية عامل من العوامل التي تدفع به للعزلة والتطرف ثم الانتقام من المجتمع.

أوضاع نتمنى أن تكون موضع بحث ونقاش لإيجاد حلول لها، فالأجيال المزدادة في الدنمارك المجتمع المتعدد الثقافات بحاجة إليها والنظرة التي أصبحت للمجتمع عن الإسلام يجب أن تتغير فهو دين ينبذ العنف والتطرف والإرهاب ويدعو للتعايش والسلم.

على المؤسسات الدينية أن تعي بخطورة الوضعية وتشتغل على تنظيم ندوات تحث على الحوار والتعايش والتضامن المجمعي ونبذ العنف والتطرف.