يجتمع أكثر من 100 شاب وشابة يمثلون 15 دولة تنتمي للقارات الخمس، أيام 21 و22 و23 دجنبر 2017 بإفران، في إطار الجامعة الشتوية التي تنظمها الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج تحت شعار "العيش المشترك".
إذ سينكب هؤلاء الشباب طيلة أيام الجامعة الشتوية على تفتيت ماهية "العيش المشترك"، من خلال مجموعة من الورشات والندوات التي ستتطرق لمجموعة من المحاور، أبرزها العيش المشترك في بعده الديني والسياسي والاجتماعي في البلدان الاصلية وبلدان الاستقبال، دور الشباب في الارتقاء بصورة المغرب والمغاربة المقيمين بالخارج، من خلال التطرق لنماذج من تجارب شباب ناجحين ذات تأثير إيجابي في مجال العيش المشترك.
كما ستمكن الجامعة الشتوية، حسب المنظمين، الشباب المغاربة المقيمين بالخارج من اكتساب فكرة واضحة حول منظومة القيم المغربية التي تثمن التسامح واحترام الآخر، حيث ستكون الورشات المبرمجة، والتي سيؤطرها خبراء في الهجرة وحقوق الإنسان والتعايش المشترك...، بمثابة فضاء للتعبير والنقاش وتبادل التجارب بين المشاركين ومجال للتشاور حول مبادرات وأنشطة لتجاوز وتفكيك الصور النمطية من أجل عيش مشترك أفضل.
واعتبر عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، مساء أمس الخميس 12 دجنبر 2017، والتي احتضنها مركز الندوات بإفران، اعتبر أن الشباب المغاربة المقيمين بالخارج يشكلون قوة المشروع التنموي الذي انخرط فيه المغرب، وأن الهدف من تنظيم الجامعة الشتوية هو الحفاظ على الهوية المغربية للأجيال الصاعدة من أبناء المغاربة المقيمين بالخارج وتقوية روابطهم مع ثقافتهم الأصلية في إطار الإسلام المعتدل الذي يميز المغرب والمغاربة.
وشدد بنعتيق على أن الأرقام التي تتداولها منظمة التجارة العالمية تؤكد بالملموس على قوة الرأس المال البشري للمغرب بالخارج، والذي يعد هبة من السماء، واستثناء مغربيا، خاصة مع تحدث إحصائيات منظمة التجارة العالمية عن 7000 طبيب وطبيبة مغربي يشتغلون في أعرق المؤسسات الطبية والمختبرات العلمية، وأن 320 الف شاب وشابة من أصول مغربية يتوفرون على باك+5 ، كما يحثل 400 ألف مغربي مناصب ومواقع مهمة.
تندرج الجامعة الشتوية لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، ضمن البرنامج الثقافي الذي تم إطلاقه لفائدة الشباب المغاربة المقيمين بالخارج، والذي تم تطويره، تطويره انطلاقا من تجربة الجامعة الصيفية، التي دأبت الوزارة على تنظيمها منذ سنة 2009، إذ تعتزم الوزارة المعنية على تمديد هذه الجامعات لتشمل فصول السنة من خلال تنظيم خمس جامعات موسمية، وهي الجامعة الخريفية والجامعة الشتوية ، والجامعة الربيعية وجامعتين صيفيتين، إذ سيمكن ذلك من رفع عدد المستفيدين على أكثر من 500 شاب وشابة في السنة.
ولتحقيق هذه الغاية عرفت أشغال اليوم الأول من الجامعة الشتوية المنعقدة بإفران، توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع كل من كتابة الدولة المكلفة بالتعليم العالي والبحث العلمي، وجامعة السلطان المولى إسماعيل ببني ملال وجامعة الأخوين بإفران، وجامعة فاس، وجامعة تطوان وجامعة أكادير. واعتبر عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، في تصريح لـ "أنفاس بريس"، على هامش الجامعة الشتوية، أن هدفه توقيع 12 اتفاقية مع الجامعات الموزعة على 12 جهة حتى تتمكن الوزارة من الاستجابة للطلبات الكثيرة للشباب المغاربة المقيمين بالخارج وهي طلبات تعد بالآلف.