الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

عمر بن أعمارة:ليس دفاعا عن حزب العدالة والتنمية

عمر بن أعمارة:ليس دفاعا عن حزب العدالة والتنمية عمر بن أعمارة

 حزب العدالة والتنمية يفوز بالرتبة الأولى، في الانتخابات التشريعية للمرة الثانية على التوالي.الدولة العميقة عبر التحكم ،تلوح في الأفق.التماسيح والثعابين تخرج من جحورها،والعفاريت من قمقمها.

- فريق في الحزب مع دخول حزب الإتحاد الاشتراكي للحكومة وآخر ضده.

- فشل الأخ الأمين العام السيد بنكيران في تشكيل الحكومة.

- الملك يقيل الأخ  بنكيران من رئاسة الحكومة وينصب الأخ العثماني مكانه .

- التدافع بين جناحين :جناح الإستوزار وجناح بنكيران.

- الصراع بين المدافعين على أن تمنح ولاية ثالثة للأخ بنكيران وذلك بتعديل المادة 16 من النظام       الأساسي للحزب والرافضين للولاية الثالثة.

- إقتراح من بعض الإخوة ،سحب العضوية في الأمانة العامة من الإخوة الوزراء.

- الأخ مصطفى الرميد يهاجم الأخ بنكيران ويتهمه بالإنتصار لنفسه وتسفيه جهود الآخرين في الحزب.

- الإخوة في" حركة التوحيد والإصلاح" ينزلون بكل ثقلهم لمناصرة خط الإستوزار ...

«وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ ... »صدق الله العظيم .سورة البقرة : الآية: 251

  هناك من تحدث عن أزمة سياسية بتمظهرات تنظيمية (الخلاف حول المادة 16 من القانون الأساسي للحزب الذي يمنع بنكيران من ولاية ثالثة) . هناك من تحدث عن معركة تنظيمية وهناك من تحدث عن صراعات وخلافات وتجادبات وتقاطب بل أكثر هناك من وصف الوضع بتسميم العلاقات بين القيادات التاريخية المؤسسة للحركة وللحزب.وهناك من تحدثوا عن صراع أجنحة وعن الصقور والحمائم وتيار الإستوزار وتيار بنكيران .وعن إقالة الملك لأخينا وحبيبنا بنكيران.

   نحن "حزب الله "عفوا أريد أن أقول أن الله راضي علينا وعلى أعمالنا وكل ما يصدر عنا ونحن نُحَكّمه ونحتكم إليه في جميع أمورنا ،ونرجع إليه في كل شاذة وفاذة .الأمر لم يكن كذلك ،ليس هناك أي صراع أو تناقضات فهذه المصطلحات الغربية والغريبة عن تاريخنا وثقافتنا نكرهها كرها .بل ليس هناك حتى أي "تدافع" هذه الكلمة المباركة التي نفتخر نحن الإسلاميين باستقدامها إلى عالم السياسة والسلطة والمال، حتى أصبح الجميع يستهلكها ويوظفها في سجالاته ومعاركه السياسية. فنحن بعد قول:" بسم الله" نحتكم إلى الله سبحانه وحده.ونعمل بقوله: « وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ... »صدق الله العظيم سورة فصلت، الآية:34. فالحزب خالي من كل مظاهر المنافسة على أمور الدنيا والمال والمناصب التي ليست إلا وسخ الدنيا. والآخرة خير لنا من الأولى .ألم يقل الله سبحانه في كتابه الكريم: « وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ... »صدق الله العظيم .سورة آل عمران الآية: 185 فكل أعضاء الحزب خصوصا القيادة التاريخية وكل مَنْهم في المسؤوليات، هم ملقحين ضد جرثومة المال والسلطة والجاه والكراسي، فهم أبعد ما يكون من الضعف الإنساني ومن الإغراءات المادية هم من الأبرار الأخيار وهم من أطيب خلق الله الذين طهر الإسلام قلوبهم ومحى من جيناتهم كل ما يثير شهوات الدنيا . ونفوسهم مطهرة من كل ضغينة وحقد وحسد .ونحن كفصيل من الحركة الإسلامية المعاصرة المباركة جئنا لنعيد ونجسد الربط بين الدين والسياسة وأن نصالح بين الأخلاق والعمل السياسي ولم نأت من أجل الكراسي ولا المصالح الشخصية. نحن جئنا من أجل نشر العدالة بين المسلمين وبين الناس أجمعين .نحن ينطبق علينا حديث رسولنا الكريم : «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم: مثلُ الجسد، إِذا اشتكى منه عضو: تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى».هذا هو حزبنا المبارك.

   وفي الحزب نحن سواسية كأسنان المشط ،لا فرق بين بنكيران والعثماني والرباح ويتيم والداودي والرميد ماداموا كلهم أبرار أتقياء أما من تحدثوا عن صراعات داخلية وعن الصقور والحمائم فهؤلاء لا يفقهون شيئا في الدين وهذا ليس من شيمنا بل من خيالهم وأوهامهم أو من مكائد الأعداء : أعداء الله ورسوله ،أعداء الإسلام والأمة .فنحن نعمل بقول رسولنا الكريم  : « لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ». أما الذين تحدثوا عن ما سمي بأزمة تشكيل الحكومة وإقالة الملك لأخينا وحبيبنا بنكيران، فلم يفهموا شيئا وأساءوا الظن ،فالواقعة هي أن الأخ بنكيران وتطبيقا لقيم الإسلام ،قيم الإيثار التي نؤمن بها ونعمل ليل نهار من أجل تثبيتها في دنيانا وحزبنا، كان يعمل جاهدا من أجل إقناع  الملك كي يعفيه من المسؤولية في الولاية الثانية وأن يحملها لأخيه وحبيبه العثماني في إطار الأخوة والإيثار الذي نتخلق به في حزبنا .فالله سبحانه قال في كتابه الكريم سورة الحشر الآية 9 : «وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ».  فهذه الآية الكريمة تنطبق علينا بالتمام والكمال .ألم أقل لكم إن تربتنا الإسلام وأكلنا الإسلام وشربنا الإسلام وهواءنا الإسلام وبالتالي مرجعيتنا التي لن نتزحزح عنها قيد أنملة هي الإسلام ؟ .فالروح طاهرة والقلب مليء بالورع والتقوى والعقل نابه والحمد لله، وما شغفنا إلا بالله وحده سبحانه ورسوله.فنحن والحمد لله كلمة "بسم الله" هي لقاحنا من الطمع والجشع، والإخوة في" حركة التوحيد والإصلاح" الذين رموا بكل ثقلهم لم يِؤتوا إلا ليآزروا أخاهم وحبيبهم  بنكيران  حتى يعملوا جميعا من أجل إقناع الإخوة في الحزب كي يعفوا الأخ بنكيران من المسؤولية  ويحمّلوها لغيره من الإخوة الأبرار فهم كثر، و نحن لا نشغل أنفسنا بحطام الدنيا، ويدنا ولله الحمد نظيفة ولا تمتد إلاّ للتسبيح وللمبادئ التي نذرنا حياتنا للدفاع عنها.

  هناك من ألسنة السوء وعيون الحسد من لاحظت بغير حق أن المرأب Parking ، ساعة المؤتمر، كان مملوء عن آخره بالسيارات الثمينة والفاخرة ، ولم يجدوا من أثر لمرابط الحمير أو البغال أو النوق والجمال أو حتى للعربات المهترئة البخسة الثمن .فلهؤلاء نقول ألم يقول الله سبحانه على لسان رسوله عليه السلام : « إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده ».

   وهناك من تحدث بسوء نية عن غياب "المرجعية الإسلامية" في كل ما وقع من تدافع وما تسلسل من الأحداث الأخيرة داخل الحزب ،ابتداء من لحظة ما سمي" بأزمة تشكيل الحكومة" وصراع المواقع إلى لحظة انعقاد المؤتمر الثامن وانتخاب الأمين العام الجديد، أخينا وحبيبنا العثماني وكذا أعضاء الأمانة العامة. وحضور شيطان السياسة والمصلحة فقط .لهؤلاء نقول أنتم تقرؤون ظواهر الأحداث فقط .ألم تشاهدوا إفتتاح المؤتمر بآيات بينات من الذكر الحكيم ؟ ألم تلاحظوا أن أي أخ أخذ الكلمة يبدأ بلعن الشيطان الرجيم وبعدها البسملة ؟ ألم تلتقطوا صورا للإخوة بلحاهم والدينار مرسوم على جباههم إلا ما شذّ ؟ ألم تنظروا إلى الأخوات كلهن مكتسيات بجلابيبهن وحجابهن على رؤوسهن دون استثناء ؟

  لقد توضح اليوم للجميع أنه منذ أن بدأ مسلسل التدافع داخل الحزب والأعداء يتربصون بنا ويسجلون كل ما من شأنه أن يستهدفوننا به.