السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد اللطيف جبرو:أخبار ممنوعة في تلفزيون الجزائر

عبد اللطيف جبرو:أخبار ممنوعة في تلفزيون الجزائر عبد اللطيف جبرو

المواطن الجزائري الذي يعتمد فقط على التلفزة الرسمية ببلاده، سوف لن يكون على علم بما يجري في وطنه أو في الخارج. كلما كان الخبر لا يرضي فئة من حكام الجزائر، فهؤلاء يعتبرون أن لا حق للشعب في الحصول على بعض الأخبار رغم أن ذلك حق مقدس في المجتمعات الديموقراطية.

ففي الفترة الأخيرة، عاشت جمهورية زيمبابوي الإفريقية تطورات سياسية على جانب كبير من الأهمية انتهت بإبعاد روبيرت موغابي عن مهامه الرئاسية.

كان موغابي قد تولى الرئاسة في زيمبابوي بعد الانتصار على إيان سميث، الذي كان يتزعم نظاما عنصريا تحكمه أقلية البيض فيما كان يسمى بروديسيا الجنوبية.

فمنذ 37 سنة، حلت زيمبابوي محل روديسيا الجنوبية، وأصبح روبيرت موغابي محل إيان سميث على رأس دولة جديدة؛ دولة حرة ومستقلة وغنية بثرواتها الطبيعية.

لكن موغابي بعدما استولى على الحكم وخلص بلاده من نظام عنصري كان بيد أقلية البيض، سرعان ما تمكن من إقامة حكم فردي في سنة 1980؛ حكم استمر بالبلاد طوال سبعة وثلاثين سنة بعد التخلص من حكم أقلية البيض.

وشيئا فشيئا أحكم روبيرت موغابي سيطرته على البلاد معتدما على سياسة القمع ومنع مواطنيه من الحريات الأساسية، التي تنعم بها الشعوب في المجتمعات الديمقراطية.

وكان ثمن ذلك أن تعطلت الحركة الاقتصادية وعمت جمهورية زيمبابوي أزمات كثيرة أخطرها قلة الشغل حتى أن عدد العاطلين شمل 90 في المائة من السكان.

ومع توالي الأزمات، انتبه المحيطون بروبيرت موغابي وقبلهم الجماعات المعارضة له، بأن هذه الوضعية لا يمكن أن تستمر. وكانت النقطة التي أفاضت الكأس هي أن الرئيس البالغ من العمر 93 سنة، قرر الإعلان بأن زوجته ذات الواحدة والأربعين سنة من العمر هي التي ستتولى الرئاسة بعد رحيله.

كان أميرسون ماناكالكو واحدا من المقربين الذين من المفترض بأنه هو الوريث الشرعي لموغابي. ولكن الرئيس أبعده من منصبه وجعله يفر إلى الخارج.

عندها تحرك الجيش وتحرك الشارع في زيمبابوي والكل أصبح يطالب بإبعاده عن الحكم، ولما أصبح الرئيس معزولا، فقد اضطر في النهاية إلى أن يقبل التنحي عن الحكم وبدأت في زيمبابوي مرحلة سياسية جديدة من المحقق أنها ستكون مرحلة تحمل معها تغييرات عميقة في سياسة هراري.

هذا بالذات ما لا يروق بعض حكام الجزائر لأنهم يخافون من حصول تغييرات سياسية في الأنظمة الاستبدادية التي تساند أطروحاتهم المعادية للوحدة الترابية لبلادنا. ولهذا مارس التلفزيون الرسمي في الجزائر رقابة صارمة على ما كان يحدث في زيمبابوي طوال ثلاثة أسابيع انتهت بنهاية عهد حليفهم روبيرت موغابي.

وهذا هو السلوك الذي اعتادت عليه التلفزة الجزائرية التي يعتبر المشرفون عليها بأن الشعب الجزائري لا حق له في أن يعلم من الآخبار ما لا يرضي حكام الجزائر.