الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: رؤوس الفتنة

حيمري البشير: رؤوس الفتنة

عجبا في مسجد أسس للتقوى،تسمع  فيه ما لا تسمعه في الشارع العام من الكلام النابي واللغو والغيبة والنميمة ،بل تحاك ضدك مؤامرات خسيسة ومكائد يخطط لها بشر ،لا صلة لهم بالقيم الإسلامية ولا بالقيم الدنماركية ،يستمعون للحديث والنصيحة يوميا  ،ولكنهم لا يجسدون ذلك في معاملاتهم وعلاقاتهم.

لم تكن نيتي مواصلة الجدل العقيم مع  شرذمة التحكم في مسجد ساهمت في شرائه الدولة المغربية ،يمارسون فيه قانون الغاب ويصادرون فيه الحق في الكلام والتعبير ،بل يريدون طرد كل من يخالفهم الرأي ليس فقط من  مسجد العبادة بل من الدنمارك وكأنهم يمتلكون مفاتيح الإقامة في هذا البلد ويريدون مصادرة جنسية المخالفين لأفكارهم  لا لعقيدتنا السمحة.

ما العيب إذا كان موقفي  من أمر يهمنا  جميعا مصداقا للحديث من لم يهتم بأمر المسلمين فليس من هم ،فأي تفسير سنعطيه لسلوك جماعة  لا تفقه لا في الدين  ولا في السياسة ولا في الثقافة ،جماعة مهووسة بالفتن متمسكة بسياسة فرق تسد ،متشبثة بفكرة انصر أخاك ظالما أم مظلوما .جماعة تدافع عن الفاسق ضد الشريف ،وتستعمل شتى الوسائل الدنيئة لتشويه سمعة الناس وهم في المسجد ويروجون الإشاعة والباطل ،وقد ينطبق عليهم المثل المغربي السائد يجعلون من الحبة قبة .لا أدري ماذا حصل لمغاربة الدنمارك لاسيما بعد الحدث المؤلم الذي حصل في السفارة خلال الأسبوع والذي لم يكن إلا فعلا طائشا لمتهور لا يفقه في القانون أضاع جواز سفره في رحلة قادته إلى تركيا لا ندري أهدافها ورماه القدر ضمن النازحين السوريين بحثا عن لقمة عيش أو هربا من بطش الدواعش .

ما حصل في السفارة المغربية يسعى البعض أن يركب عليه ويستغله لمآربه السياسية  ، من خلال التنديد بما حدث وكأن الموظفين ارتكبوا جرما في حق ذلك المواطن ،بل إنهم منزهين عن الخطأ ولم يقوموا إلا بواجبهم بتطبيق القانون .قد يتهمني المتحاملون أني أدافع عن التدبير القنصلي في الوقت الذي كان من اللازم التخندق مع هذا المواطن أو غيره ..ويدعون أن لدي مآرب أسعى لتحقيقها وهذا افتراء وكذب.

إن من حق المسؤولين على رأس هذه السفارة اتخاذ كل التدابير والإجراءات لحماية الموظفين وضمان السير العادي للإدارة 

إن الذين أصبحوا ينددون بهذه الإجراءات وفي نفس الوقت يرفضون العنف فهم يمارسون النفاق،فإما أن تكون مع القانون والحفاظ على النظام ،أو تساند  من يخرق القانون ويستعمل العنف.

من يريد ون الركوب على الحدث  يستعدون لإصدار بلاغ  ينددون فيه بالإجراءات المتخذة على مستوى السفارة ويرفضوننا جملة وفي نفس الوقت يرفضون العنف ،هم في الحقيقة يمارسون النفاق السياسي بل يميعيون العمل الجمعوي والسياسي والحقوقي.

أستغرب لمن يدعي أنه يمثل  مغاربة الدنمارك منذ سنوات ولكنه في الساحة غائب ،أين كان الطابور الخامس منذ سنوات خلت ونحن نقود نضالا  مشهود  ،أين كانوا يوم وقفنا في وقفات احتجاجية متعددة دعما لقضايا الوطن وحقوق المواطنين ،لقد تفاعلنا بجوارنا وعقولنا وأقلامنا وسجلنا للتاريخ مواقف ستبقى خالدة للأجيال القادمة .

الداعون لاجتماع التنديد لما حصل في السفارة والرافعون في الآونة الأخيرة شعار الدفاع عن وحدة الأمة  كان الأحرى بهم أن يتجندوا للدفاع عن الوحدة الترابية  والتصدي لخصوم المغرب الذين نشطوا خلال هذا الأسبوع من خلال الخروج بمقالات تضليلية في أكبر الصحف الدنماركية ،يمارسون  الكذب ويدعون بأن المغرب بلد قمع الحريات .

إن المزايدات السياسية في ملفات كبرى قد يضر بمصداقية النضال الذي نقوده جميعا وعلينا أن نكون في  مستوى تطلعات الشعب المغربي وحكومة وملك البلاد.