الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

سعود الأطلسي: المغاربة تربطهم صلات تاريخية وروحية بفلسطين، والجزائر تلعب بالنار

سعود الأطلسي: المغاربة تربطهم صلات تاريخية وروحية بفلسطين، والجزائر تلعب بالنار طالع سعود الأطلسي

أكد رئيس اللجنة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، طالع سعود الأطلسي، أن الشعب المغربي بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تربطه صلات تاريخية عاطفية وروحية بفلسطين، تتجلى من خلال التضامن الدائم مع الفلسطينيين عموما وسكان القدس بصفة خاصة.

واستعرض الأطلسي، خلال ندوة نظمتها لجنة التضامن مع الشعب الفلسطيني المصرية، مساء أمس الاثنين 27 نونبر 2017، بالقاهرة، بتعاون مع (منظمة التعاون الآفرو آسيوي)، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أوجه عمل وكالة بيت مال القدس باعتبارها الذراع الميداني المنفذ لقرارات لجنة القدس بشأن حماية المدينة المقدسة، والحفاظ على موروثها الديني والحضاري، ودعم صمود أهلها.

وأبرز أن تدخلات لجنة القدس، من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الاجتماعية، يعود أثرها الملموس على السكان في قطاعات الصحة والتعليم والثقافة والإسكان والترميم والشؤون الاجتماعية، وذلك تنفيذا لتعليمات الملك رئيس اللجنة.

كما أبرز باقي أوجه التضامن مع الشعب الفلسطيني في المغرب على المستويين الرسمي والشعبي، مؤكدا المكانة التي تكتسيها القضية الفلسطينية بالنسبة للمغاربة قاطبة، ملكا وحكومة وشعبا إلى جانب القضية الوطنية.

من جهة أخرى، أكد طالع سعود الأطلسي، في معرض حديثه عن آفاق تسوية القضية الفلسطينية في ظل الأوضاع الحالية في المنطقة العربية، "ضرورة الدفع في اتجاه توحيد جهود وطاقات الأمة العربية، ونزع الألغام المزروعة من قبل قوى خارجية هنا وهنالك في طريق الوحدة العربية، ومنها الإرهاب والحروب والنزاعات المسلحة الأهلية والانفصال".. مستشهدا في هذا الصدد، بوجود منظمات انفصالية في المنطقة، كجبهة "البوليساريو" صنيعة الجزائر، وحركات إرهابية وانفصالية أخرى، وهو ما يكرس الفرقة في الوطن العربي.

وأكد أن الدول الراعية والمدعمة لهذه الحركات، ومنها الجزائر، تلعب بالنار، في وقت ينحو فيه المجتمع الدولي إلى رفض الانفصال كما عبر عن ذلك في قضية إعلان استقلال إقليم كتالونيا في إسبانيا واستفتاء انفصال إقليم كردستان.

وعلى صعيد متصل، دعا الأطلسي إلى توحيد الصف الفلسطيني لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية، منوها في هذا الصدد بالجهود المصرية التي أسفرت مؤخرا عن توقيع اتفاق للمصالحة الفلسطينية.

وفي معرض حديثه عن الإرهاب، كعامل مساهم في تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، قال طالع سعود الأطلسي، إن خلق بعض الحركات الإرهابية التي تدعي الإسلام، "كان بإيعاز من أطراف خارجية لتحقيق مجموعة من الأهداف في المنطقة ومنها تعطيل الوحدة العربية وإعاقة التنمية والتقدم وإدامة التخلف، وكذا تطويق القضية الفلسطينية".

وخلص الأطلسي في حديثه إلى التأكيد على أهمية استمرار التضامن مع الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة، في ظل الظروف الحالية السائدة في المنطقة العربية والناجمة عما سمي بـ "الربيع العربي" وما رافقه من فرقة وتشتت وحروب، وذلك للحيلولة دون عزلة القضية الفلسطينية.

وفي نفس السياق، أبرز الكاتب الصحفي المصري، محمود مراد، ما تمتلكه الأمة العربية من مقومات روحية وثقافية وجغرافية ودينية واجتماعية وتاريخية واستراتيجية من أجل تشكيل قوة موحدة في مواجهة المناورات والمخططات الرامية إلى السيطرة على المنطقة العربية ومقدراتها.

وبعدما أكد في مداخلة مماثلة، أن التضامن مع الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم للقضية الفلسطينية "حق وواجب"، شدد مراد على ضرورة إتمام المصالحة التي تمت مؤخرا بين الفلسطينيين برعاية مصرية، منتقدا في هذا الصدد "المواقف المتشددة" لحركة (حماس) الفلسطينية التي تجعل من قضية السلاح "عائقا أمام الدولة الفلسطينية الموحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة".

من جهته، استعرض ممثل السفارة الفلسطينية بالقاهرة، محمد خالد الأزعر، مسيرة نضال الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة، وما تحقق من منجزات في هذا الصدد على يد السلطة الفلسطينية، ومنها إعلان استقلال فلسطين، واعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية ورفع علمها بمقر المنظمة الأممية، وتزايد حملات المقاطعة الدولية للمنتجات والبضائع الإسرائيلية، فضلا عن حملات التضامن والدعم المناصرة للقضية الفلسطينية على الصعيد العالمي .

وأكد الأزعر تطلع الشعب الفلسطيني إلى مزيد من الدعم من قبل الحكومات والشعوب العربية من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من الحفاظ على وجوده فوق أرضه وحشد الرأي العام الدولي الداعم للقضية الفلسطينية وإرغام إسرائيل على الإذعان للقرارات الأممية الداعمة للحق الفلسطيني.

أما ممثل جامعة الدول العربية في هذه الندوة، وحيد طارق، فأكد أن التضامن مع الشعب الفلسطيني هو تضامن ضد "الإرهاب الإسرائيلي"، وضد الحركات الأخرى الإرهابية المسيئة للقضية الفلسطينية، مشددا على ضرورة مقاربة مفهوم الإرهاب بمفهومه الشامل.

وذكر طارق بما أحرزه الشعب الفلسطيني من اعتراف دولي بحقوقه التاريخية وما تلاقيه القضية من أشكال تضامن عالمية، مشددا على ضرورة مواصلة العرب مؤازرتهم للقضية الفلسطينية لتمكين الفلسطينيين من مواجهة التحديات الراهنة ووضعها ضمن سلم الاولويات على الصعيد الدولي.

وسجل أن عودة الاستقرار والسلام والهدوء في المنطقة العربية، "لن يتأتى إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وباقي الأراضي العربية"، مشددا على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني ومواجهة نزعات الانفصال في الوطن العربي، وتفعيل الديبلوماسية الشعبية لفضح الممارسات الإسرائيلية وإبقاء القضية الفلسطينية حاضرة على الصعيد العربي والدولي، وتعزيز المقاطعة العربية لإسرائيل.