يكاد النفوذ الإيراني على الاعلام في العراق طاغيا، ويشكل جهازا موحدا لغسيل الأدمغة وترويج الإشاعات الخادمة لنظام ولاية الفقيه وغاياته السياسية والعسكرية والاقتصادية والماليه. ولم يكتف النظام الإيراني بوسائل البث والنشر من فضائيات وصحف تصدر داخل إيران، بل توجه إلى داخل العراق ليؤسس فضائيات وينشيء صحفا ونشريات تعمل كلها كعواصف لإثارة عوامل عدم الاستقرار في البلد. وهذه المؤسسات الإعلامية لا تعتمد الأقلام والشخصيات الإيرانية وحسب، بل أيضا المرتزقة والعملاء من تجار الكلمة وباعة الشرف وأصحاب الولاءات والذمم أو السلع التي أتقن نظام ولاية الفقيه استغلال فقرها الأخلاقي وابتعادها عن منظومة القيم الوطنية قبل أن يستغل فقرها المالي.
يقول النائب الديمقراطي الأمريكي تيم رايان بعد عودته من زيارته الأخيرة للعراق أن النظام الإيراني يعمل كقوة مزعزعة للاستقرار في العراق. وقال لصحيفة هيل – صحيفه الكونغرس الأمريكي - : «ما هو واضح أن النظام الإيراني يريد أن تكون له قوة أساسية في العراق. إنهم يريدون إنفاق أموال هائلة لزعزعة الإستقرار في العراق ومواصلة هذا الأمر لزعزعة الاستقرار في المنطقة». مضيفا: النظام الإيراني يسيطر على حوالي 45 شبكة إخبارية في العراق، حيث تبث رسائل فحواها دائما حفر الخنادق بين مكونات العراق وملأها بالنفط المشتعل ،كما انها تبث رسائل ضد أميركا.
وما فات رايان أن يذكره في هذا المضمار هو قصور الإعلام العراقي الوطني بسبب قلة التمويل ومحاصرته من قبل الحكومة العراقية التي حرمته التربح من الإعلان الحكومي لتغطية كلفة النشر والبث، في حين تغدق ولاية الفقيه على إعلامها والسائرين في فلكه بلا حساب.