الجمعة 26 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد بومعيز: السيد رئيس الحكومة الحكيم و الفتاوى..في باب الاستغناء ، عن الفلاسفة و القضاة و الشعراء ...

أحمد بومعيز: السيد رئيس الحكومة الحكيم و الفتاوى..في باب الاستغناء ، عن الفلاسفة و القضاة و الشعراء ...

السيد رئيس الحكومة يعي جدا ما يقول  ، و ينطق وفق أطروحة متناسبة  و متوافقة مع منهج تفكير يحكمه مشروع فكر يحاصر بالضرورة  الناطق بالحكم و القرار و التصور . 

ألا يعلم القوم أن الشعراء يتبعهم الغاوون... ، و أن الفلسفة كفر و زندقة و إلحاد ...، وأن القضاء الحق هو الحكم بالشريعة ؟

الرجل منسجم مع فكره ومرجعياته ، ولا محيد عن المحجة  التي يرضاها ، والتي لا يزيغ عنها إلا جاحد أو هالك .

و أما بعد، فما رأي السيد بنكيران في ضرورة التصدي لهذه الزندقة و البدع التي أصابت الرعية و الشعب ، الشعر و الفلسفة و القضاء  ؟

أكيد أن السيد رئيس الحكومة سيجد حلولا لإصلاح أخلاق  و أفكار و مهن الشعب ، كما أصلح صناديق المقاصة على " ظهرنا " و قوت يومنا . وكما سيصلح إن شاء الله  صناديق التقاعد على حساب  أجور و أعمار صارت مرتجفة هزيلة  لن تكفي تقسيطا و تفصيلا .

هو الدعم الحقيقي و الخطاب الحقيقي الذي ينتظره الشعراء في شهر يومهم العالمي ، و الفلاسفة في منافيهم ، والقضاة في محاكم ضاقت بمن فيها .

حكمة الرجل تقتضي أن نصير جميعا عملة صعبة ، و للأسف أننا عملة سهلة لا تقبل الصرف في مصارف الحكومة و كهانها . ولا موقف يعلو على حكمة الحكيم . الأمر لا يتعلق بزلة لسان ، فالحكيم لا ينطق عن الهوى ..

سمعا و طاعة أيها الحكيم المبجل ، سنحارب منذ الآن كل شاعر فينا و في الأمة ، لن نقول الشعر وما ينبغي لنا . سنقول كلاما بلا شعرية و لا شاعرية و لا قافية و لا تفعيلة و لا حرية في القول بعد اليوم . سنكون كما تريد ،  شعبا بلا شعر و لا شعراء و لا شعور، شعبا ينشد الأذكار فقط ، ويهتم بفرائض الوضوء و الجماع الحلال إن استطاع إليه سبيلا .

سمعا و طاعة أيها المبجل ، لن نترك قاضيا في الأمة يحكم بعد اليوم ، سنرجمهم  و نجلدهم ، و نسحلهم حتى يرجعوا عن غيهم إلى رشدهم و يحكموا بما أنزل الله .

سمعا و طاعة ، سنسوق كل الفلاسفة – على قلتهم – إلى مقصلة أو خازوق أو مشنقة ، وكل واحد منهم وفق مقدار كفره وزندقته . فقط نترجاكم سيدي الحكيم و الحاكم أن تعدوا العدة و تمولوها من بيت مال المسلمين ، و مما جمعتم في الصناديق التي أصلحتم و ستصلحون أصلحكم الله . مولوها عملة صعبة بعد الصرف و التحويل اللازم لمكر خبيث مؤجل في نفوس الفلاسفة و القضاة و الشعراء .

و غدا سيدي الحكيم ، سننتظر بشغف فتاوى أخرى تنقدنا من غينا، لا نريد تعليما و لا صحة ولا ثقافة ملحدة و لا مدارسا و لا معاهدا و لا كليات و لا أغانيات و لا مسرحا ولا سينما و لا رقصا و لا رواية و لا قصة و لا طربا و لا موسيقى... و لا شيئا  ، و لا أمرا  ، إلا ما ترضاه لنا .

فقط سيدي ، نريد ماء للوضوء أو ترابا للتيمم ، ونريد فقط ...الجماع الجماع الجماع  ، الحلال الحلال الحلال ...إلى يوم القيامة .