الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى المنوزي: هكذا ثمن أعطاب التحرر المغشوش

مصطفى المنوزي: هكذا ثمن أعطاب التحرر المغشوش

قد نتفق مع الأمين العام للأمم المتحدة على أن عدم معالجة الانتهاكات بالأقاليم الصحراوية وعدم إعمال الحكامة الأمنية وعدم جبر ضرر المناضلين الصحراويين يضر بإجراءات تفعيل الحكم الذاتي ، لكن بصفة قطعية لن نقبل منه انحيازه الفاضح إلى درجة اتهام المغرب بكونه محتلا للصحراء الغربية ، فالتصريح الذي أدلى به ، من فوق الصحراء الشرقية غير المحررة من قبل المغاربة ، تصريح يؤكد بأن هذا المسؤول الأممي لم يتجاوز فقط حدود مهمته المفترض فيها الحياد والمسافة الضرورية ، ولكن يبدو أنه جاهل بأن الاستعمار الاسباني هو المسؤول عن هذا التجزيء في غرب الصحراء والساحل الجنوبي المغربي ، في حين الاستعمار الفرنسي لا زال هو المسؤول السياسي والتاريخي عن التقطيع الواقع في شرق الصحراء ، لذلك لطالما طالبنا بإعادة قراءة مسار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في العلاقة مع الجوار / موريطانيا والجزائر ، وأساسا في العلاقة مع الاستعمار / فرنسا واسبانيا ، وبالتالي فالنظام المغربي مطالب باستكمال تحقيق مطلب التحرير والديموقراطية ، وإلا سيظل في نظر الأجيال الحديثة من الشباب الصحراوي ، نظاما قمع وصفى خيرة الوطنيين المغاربة الذين قاوموا الاستعمارين الفرنسي والاسباني ، وكلهم أجداد وآباء لشباب الانفصال والاتصال معا .

لقد قدم النظام كل ما لدى المغاربة من تضحيات وتنازلات ، من أجل الصحراء ، وعلينا أن نمتلك الجرأة للتصريح بأن الرهان لازال قائما على الخلفية التاريخية بتحيين بما جرى من تبيئة جغرافية معولمة ، وما الحكم الذاتي إلا توليفة لابد منها ، كالشر ، لترضية مطالب ثلاثة أجيال متعاقبة ، جيل الحقوق التاريخية وجيل الحقوق المكتسبة ثم جيل الحيرة والتيه والأمر الواقع ، فلنفك الحصار مع ترددنا ولنكن منسجمين مع أنفسنا قبل المصالحة مع ذواتنا ، فلا يكفي أن نملك الأرض ، وهي حقنا طبعا ، ولكن لامناص من أن يتملك المغاربة وطنيتهم ويتمثلوا مواطنتهم لكي نحقق جميعا استقلالنا الثاني ضمن عدالة وجدلية منحى الأرض مقابل الإنسان أو العكس ، فليس تقرير المصير حكرا على مواطنين دون آخرين