الجمعة 27 سبتمبر 2024
مجتمع

عبد الواحد المسعودي: شرط استمرار التجارة التقليدية هو التنظيم والتجمع في إطار تشاركي

عبد الواحد المسعودي: شرط استمرار التجارة التقليدية هو التنظيم والتجمع في إطار تشاركي

نظم مختبر البحث في علوم التسيير وشعبة التسيير بكلية الحقوق بجامعة الحسن الأول سطات يوم الأربعاء 2مارس الحالي مناظرة وطنية تناولت حصيلة المتاجر الكبرى الواقع واﻵفاق  بعد مرور أكثر من ربع قرن من انطلاقتها بالمغرب، وقد حضر أشغال المناظرة  كبار مسؤولي مختلف المساحات التجارية الكبرى، كما عرفت عدة ورشات موضوعاتية مصاحبة للعروض النظرية. "أنفاس بريس" التقت بالدكتور عبد الواحد المسعودي، عضو مؤسس لمختبر علوم التسيير ورئيس خلية التجارة به وأجرت معه الحوار التالي:

- ما هي حصيلة تجربة المتاجر الكبرى في المغرب بعد ربع قرن من انطلافتها؟؟

لقد خطت التجارة العصرية الكبرى خطوات مهمة منذ انطلاقتها بصفة منتظمة ومسترسلة منذ ثلاثين سنة، حيث بعد تعثر اضطراري خلال العشرية الستينية وخصوصا العشرية السبعينية من القرن الماضي بسبب عدة معوقات أهمها قانون المغربة وقانون تقنين ومراقبة الأسعار لسنة 1971، عادت التجارة العصرية لتغزو قطاع التجارة بالمغرب تحديدا انطلاقا من الصنف الثاني من ثمانينات القرن العشرين، وهي حاليا في توسع مطرد رغم المقاومة الكبيرة التي يقوم بها قطاع التجارة التقليدية خصوصا في المناطق القروية حيث يلاحظ تأخر ملحوظ في زحف المتاجر العصرية الكبرى.

بطبيعة الحال يلعب المستوى الثقافي والمعيشي للمستهلك دورا كبيرا في استقطاب التجارة العصرية، وهنا يكمن هدف ديناميكية  هذا القطاع حيث لازال يقتصر عرضه على الفئات الاجتماعية والمهنية من صنف (أ.و.ب) وتهم الأطر العليا والمهن الحرة والعلمية وكذا الأطر المتوسطة والمستعملين الإداريين والتجاريين الذين يتوفرون على دخل يمكنهم من شراء المواد المعروضة في هذه المتاجر، بينما يقصى تلقائيا من ذلك الفئات الاجتماعية والمهنية من صنف (د.وأو،ف) المتكونة من المستغلين الفلاحيين والتجار والصناع التقليديين والمهن الحرة غير الفلاحية وكذا العمال غير المؤهليين، إذن يحب على مسييري التجارة العصرية توسيع دائرة اهتمامهم لتشمل هذه الفئات وذالك بعرض مواد ذات أثمنة وجودة تلائم دخلهم.

- تنظيم المناظرة يأتي في إطار انفتاح الجامعة على محيطها، فهل أخد المختبر بعين الإعتبار آثار المتاجر الكبرى على التجار الصغار والمتوسطين والذين يشكلون تجارة القرب كما يعتبرون مؤسسة قائمة بالذات في المجتمع المغربي بالنظر لدور( مول الحانوت) في التموين بالقسيط والمصارفة ؟

لقد انصب اهتمام هذه المناظرة على التسيير العملي gestion opérationnelle للمتاجر العصرية الكبرى والمتوسطة وفقا للمنهجية العلمية المتبعة في هذه المناظرة والتي تقتضي التقيد بالإشكالية المطروحة وعدم الخروج عنها في الخوض في مواضيع وإن كانت ذات أهمية فمن شأن الخوض فيها الخروج عن النص وتضييع الفائدة.

بطبيعة الحال فإن التجارة التقليدية هي في صلب اهتمام مختبر علوم التدبير ويشمل التجار التقليديين رافدا مهما من روافد التجارة الداخلية بالمغرب. إلا أن هذا القطاع لكي يستمر في الوجود ويضمن بقاءه يتعين عليه أن يسارع في تنظيم نفسه والتجمع في إطار تشاركي وجماعي سواء على مستوى توحيد عملية التموين لضمانن أثمنة منخفضة على شكل Centrale d'achatأو على مستوى التنسيق في عملية البيع لتقاسم تكاليف البيع بين التجار من إيجار وماء وكهرباء وخراسة وتكوين ونحن نفكر في مختبر علوم التدبير في تنظيم مناظرة بهذا الخصوص.

- كيف عالجت المتاجر الكبرى إشكالية السلع والمواد -الحلال- وكذلك  الخمور والمشروبات الكحولية وغيرها؟  

طرح تسويق هذه المواد داخل المتاجر العصرية الكبرى إشكالية للمتاجر العصرية الكبرى خصوصا أن فكرة التجارة العصرية هي مستوردة وأن بيع هذه المواد لا يطرح أي مشكل في الدول الأوروبية. وقد انتبهت عدة مساحات عصرية لهذا الإشكال منها من تراجع عن بيع هذه المواد حفاظا على سمعتها ومنها من قرر عدم بيعها من الأساس وجعلها نقطة قوة وتميز عن باقي المنافسين، فعلا فتوسع التجارة العصرية يحب أن يراعي الجانب الأخلاقي للمستهلك المغربي.