الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد اجغوغ: ثلاثة صعاليك في مدينة امريرت تنتظرها هزة أرضية من شدة وبأس وحزم قلمي

محمد اجغوغ: ثلاثة صعاليك في مدينة امريرت تنتظرها هزة أرضية من شدة وبأس وحزم قلمي

لا أريدها نزالا إلى ميادين الصغار وإن كان قدري فأنا نازل لها.. هي مقدمة صغيرة لبداية حديث كبير يهم بلدتي وقبائلي. نعم لقد شاءت الأيام أن ننشغل ونجري وراء التزاماتنا الوطنية والدولية حتى صرنا غائبين عن هموم أبناء جلدتنا وعمومتنا. هذا لا يعني أننا قد تجردنا من غيرة مدينتنا وقبيلتنا، بل إنها غيرة فطرية تجري في عروقنا، فلن نسمح أبدا لعابث يعبث بها ولا لفاسد يفسدها ولا لمدنس يدنسها. فمن لا غيرة له على قبيلته لا غيرة له على مدينته، ولا غيرة له عن وطنه. إني غيور حسود حقود، في يدي اليسرى السيف، وفي يدي اليمنى الرحمة. بين المطارات والطائرات أسمع أصوات حمير. والله إنها أصوات قد طالت وتطاولت ولا أرى في تطاولها إلا سيفا تقطع بها ألسنتها.. أصوات تطاولت كثيرا على المدينة وأصبحت تستفزها وتستفز سكانها وخدامها.. لكن للمدينة أبناء أحرار يحمونها. إن شدة وحزم وبأس أقلامنا كفيلة باستئصال ألسنتها من أعناقها، لكن لا نريدها حربا في ميادين الصغار ولا نريدها نزالا مع طحالب أنبتتها مياه راكدة. نحن أبناء المدينة ولقد تربينا منازلة الكبار واحترمنا قبائلنا ومدينتنا.

إن الحمير لا تعرف قدرها وسط القطيع، لكن القطيع يعرف قدرها. إن الحمير لا تميز بين البغال والأسود والبقر، لكن تعي أنها في أحضان الأسود عندما تكون بين فكيها. إنه نعت ووصف بسيط لصعاليك في المدينة أصبحوا لا  يميزون بين هذا وذاك، وأصبح ضجيجهم يضر برؤوسنا ويوجعنا. أصواتهم الخبيثة أصبحت مصدرا لإزعاج الجميع، وأصبحنا لا نتحملها وهي تتطاول علينا دون أن تعي أنها على مسافة قصيرة بينها وبين أنياب الأسد.. أصوات زادت من حمقها وعبثها، وأصحابها على مسافة قصيرة تجد رؤوسها تتدحرج بين أقدام أسيادها.

دعوا المدينة واحترموا أهاليها، وكفوا عنها واتركوا شأنها.. دعوا أبناء مدينتي يعيشون فقرهم ويسبحون في بحر بطالتهم.. والله إنكم تعيشون وهما وغلظة، وأصبحتم بعمائكم تطهرون وتدنسون العباد.

تارة أيها الحمير تطهرون البعض، وتارة تدنسون البعض. والله ما بين تطهيركم وتدنيسكم لشرفاء المدينة إلا تحاملا منكم وضغطا عليهم للنصب عليهم ومضغ بعض الدراهم والجلوس جلوس الشياطين في بعض الكراسي المتحركة.

هل غابت أسود المدينة حتى ظهرت الحمير تمشي شامخة الرؤوس آكلة للعشب دون خوف أو حشمة؟ هل اختفت الأصوات الحرة لتظهر الأصوات النكرة؟ يا لها من عجب أصاب المدينة.. ويا لها من مصيبة آلت إليها الأوضاع حتى أصبحت أصوات الحمير تضر وتوجع رؤوسنا.

إني أشهرها بطاقة صفراء في وجه اللعنة قبل أن تكون بطاقة حمراء ويشتد غضبي وحزمي عليهم. إن قلمي له من الشدة والحزم والبأس ما يمكنه من استئصال أصوات الحمير هاته.. وله من العفو والرحمة ما يمكنه أن يغفر لهم لينتشر كل واحد وراء همه وشغله.