السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

فواد الكنجي:وقفة لاستقبال العام الجديد

فواد الكنجي:وقفة لاستقبال العام الجديد
سنة أخرى تمضي من عمر البشرية .. ويبقى الإنسان فيها على أمل تحقيق أمنيات لعام جديد ، هذا الأمل هو المرتكز الذي يجعلنا إن نتعلق بالحياة لنواصل مسيرتها نحو الإمام في سعي متواصل للوصول إلى الأهداف التي نبغي تحقيقها وانجازها.
 طموح يجعلنا أكثر حبا و اشتياقا لتواصل مع كل مستلزمات العيش والعمل والكفاح لغد أفضل، في ظل أوضاع تكالبت فيها قوى الشر والظلام لطمس إرادة الإنسان وحريته وفق إيديولوجيات قد لا نتوافق معها والتي تخلق فينا إحساسا بالمقاومة لتصحيح مسار الحياة وفق معاير المحبة والسلام وحق التعبير والتآخي والعدالة والأمن والرفاهية والازدهار والتقدم لبناء مستقبل أفضل لنا ولأجيال القادمة وفق معطيات العقل والقيم الإنسانية النبيلة والتي أسست على ضوئها رقي الحضارة التي ينعم بها سائر البشرية على كرتنا الأرضية والتي بنيت وفق إرادة الخيرين من أبناء هذا الكون، نذروا أنفسهم لخدمة الإنسانية بالعلم والمعرفة متأملين بعقولهم النيرة لوضع كل ما من شئنه لبناء عالم ينعم بالرفاهية والأمان والنجاح والتفوق والاستقرار ليتجنبوا منزلقات التي لا تسر ، فزخرت مكتبات العالم بكتب لتنير عقول البشر ولتفتح لهم أفاق رحبة لمستقبل أفضل ، في وقت الذي يجانب هذا الانجاز الفكري العالي والزاخر بالقيم الإنسانية الراقية الخيرية، انجاز الظلامين  بأفكارهم الظلامية ونشرها بمغالطات فكرية بغية تحريف المجتمعات عن مسارها الصحيح  بخطيئة هي لست أفضل من خطيئة حواء التي ارتكبتها لتخرج هي وادم من جنتهم ... ومنذ تلك اللحظة الحاسمة أدرك الإنسان ليميز بإرادته بين ما هو خير وما هو شر .. !
ومع ذلك فان ما انعم الإنسان من  قدرات عقلية نيرة هي أعلى مرتكزات لعظمة التنشئة  ولتنمية الإنسان ، وعليه أن ينميها بالعلم والمعرفة لتكسب له الخبرة الحياتية والتواصل و ليتم له الإدراك والتخير بين ما هو اسود وابيض وبين ما هو خير وشر، لان العقل – كما وصفه العلم – صفحة بيضاء وان الإنسان ذاته وبمحيطه وبفعل الإباء والأهل والأصدقاء يوجه الطفل إلى دور العلم والمعرفة لتلقي علومه والتي ستملأ هذه الصفحة البيضاء  بما اكتسبته من خبرة ومعرفة،  ومن هنا علينا مسؤولية  و واجب أخلاقي اتجاه هذا الطفل لتنشئته تنشئة سليمة ليعكس فعله خيرا لخدمة البشرية .
ومن هنا فان يقيننا - وبما لا يسمح الشك – بان ما من إنسان لا يحب الخير والسعادة والرفاهية والنجاح ومحبة لنفسه قبل الآخرين ليتجنب الشر، فلا احد يحب أن يتألم لمجرد التألم...! وان يتعذب وان يشقى وان يجرح وان ينزف وان يحزن وان يهلك حياته بالشر ويقود مسيرة حياته كلها ماض فوق درب الأشواك ،  وإمام  الإنسان طريق أخر هو الصفاء والهدوء والضحك والسعادة والطيبة  يقود مسيرة دربه بين الإزهار والبساتين والرياحين والإثمار الطيبة بالحب والخير والجمال ...!
لا محال إن طريق الخير يرجح كمسلك لا بديل عنه ، ولكن يجب إن لا ندعو لمن يتسفسط  بالألفاظ والكلمات ميتافيزيقية طوبانية للحصول على النعيم في الحياة الآخرة، يجب إن لا نخلط بين الوهم والحقيقة بين الواقعية وما ورائية ...! لأننا كما قالت الفلسفة ( انك لا تنزل البحر مرتين ) أي انك ابن يومك .. ابن هذه اللحظة .. فاحمل مسيرتها نحو مسلك الخير والسعادة لك وللأخريين،  فانك بهذا المسلك لا محال ستنعم في ما ورائية، اذ كنت تؤمن بذلك والعكس صحيح .
لذا فان الفعل الرشيد هو الذي يسمو في أخر المعادلة ، لان منطق الفكر  والعلم لا يقبل تأويل والسفسطة بل بالحقيقة و اليقين، والحقيقة هي إن ندرك ونلتمس خيرها وشرها بفعل أفعالنا،  وليس لها قياس سوى هذا القياس لاجتياز طريق الحياة  بالخير والسعادة والسلام والسعي بحب وإخلاص وتآخي والمحبة  والتي لا غنى عنها و التي لا احد يرفضها لنفسه وللآخر إلا المجانين وبحكم تخلفهم العقلي ليس إلا .. .!
أمنياتي لجميع البشر بالخير بحلول العام الجديد .