الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

حيمري البشير: وجهة نظر على هامش اللقاء المنظم من طرف جمعية مغرب التنمية باستوكهولم

حيمري البشير: وجهة نظر على هامش اللقاء المنظم من طرف جمعية مغرب التنمية باستوكهولم

ماذا تنتظر عندما تغيب قابلية الحوار ويمارس عليك أقصى درجات الإقصاء من خصم تعتز بانتمائه للإسلام، كنت وكان الجمع متلهفا لمعرفة فحوى اللقاء. لقاء مورس فيه شتى أنواع الإرهاب الفكري والقمع  ومصادرة الرأي المخالف والواقعي والتضليل.

عندما تبقى الأسئلة المطروحة بدون جواب في غياب الطرف الآخر، وتطالب بحق الرد نيابة عن الطرف الغائب لتوضيح بعض المغالطات التي وردت، ليس دفاعا عن الطرف الغائب، ولكن فقط للحقيقة وللإنصاف، ليس كل شيء في التدبير أسود. وهذا ما أكده بعض المتدخلين الذين أشاروا في إطار النقاش الهادف واقترحوا مقترحات لتطبيق تعليمات جلالة الملك.. لقد تحاشى المنظمون الإجابة عن وجهة نظر تبنيتها.

لقد كنت أكثر نضجا عندما تساءلت عن الأسباب التي حالت دون إنزال الإصلاحات التي طرحها رئيس الحكومة في أول تصريح حكومي له، والمتعلق بمغاربة العالم ومسألة التدبير القنصلي والإصلاحات التي نادى بها، والتي بقيت حبرا على ورق، ولم يتحرك وزير الخارجية إلا بعد خطاب العرش.

ونتساءل لماذا غابت سلطة الوزير سعد الدين العثماني وخلفه صلاح الدين مزوار في محاسبة السفراء الخارجين عن الطاعة والذين تمادوا في غيهم.

ما سر عجز وزراء العدالة والتنمية الذين زاروا الدنمارك في إطار دعم جمعية مغرب التنمية في محاسبة الدبلوماسية التي رفضت حتى استقبالهم.

عندما تتمرد سفيرة على سلطة رئيس الحكومة وعلى سلطة وزير، وتسد الباب في وجههم، فربما، والله أعلم، أن موقفها قوي.

حينما نقبل بدعوة لنقاش سياسي، ونحن نعلم مسبقا أن المنظمين خصوم سياسيون يستغلون مثل هذه المحطات لتوسيع دائرة المعجبين، فإننا نأتي من أجل فتح نقاش ديمقراطي ولا نسمح بممارسة القمع متحلين بالطبع بقيم تجعل المستمعين لهم قابلية لتقبل الأفكار التي نطرحها لأنها موضوعية وواقعية. لكن حينما يصادر منظمو اللقاء حقك في الرد ويمتنعون من إدراج الأفكار التي طرحتها في التقرير وصفق لها الحضور، ويعارضون منحك فرصة للتعقيب، فهذا قمع لا يمت للديمقراطية في شيء.

في الدول الديمقراطية مؤسسة رئيس الحكومة هي التي تقرر وسلطة الوزير أعلى من سلطة السفير، لكن حين يعجز لا رئيس الحكومة ولا الوزير في وضع القطار على السكة، ويحرك منظمو اللقاء الأتباع بعد ست سنوات ولا يتحركون للتضامن مع رسائل ومقالات صحفية طرحها بعض المناضلين وتتضمن كل ما طرح من معاناة في القاعة،ويتبجحون اليوم بأنهم أصحاب المبادرة، ويجيشون أتباعا لا يفقهون في السياسة ولا يحترمون مبادئ الديمقراطية في الغرب، فانتظر الكارثة.

لقد ناضلنا وراسلنا الجهات، بما فيها رئيس الحكومة ووزير الخارجية، لرفع العديد من المعاناة، لكن حتى لا نبخس الناس أشياءهم، ليس كل ما في السفارة سلبي، بل هناك موظفون لهم حس وطني يجتهدون ويقومون فوق طاقاتهم لخدمة الجالية.

إن ما طرحه بعض المواطنين كان يتطلب توضيحا احتراما للقيم التي تربينا عليها وتفعيلا للممارسة السياسية النبيلة والأخلاق الفاضلة، ما كان لتبقى دون جواب لإنصاف الطرف الغائب.

القناعة التي أصبحت لدي، بعد اللقاء، هو أن المشاركة في مثل هذه اللقاءات عبث، وأن العديد من الذين حضروا اللقاء ليس لهم علاقة بتاتا بحزب العدالة والتنمية، وأن الهدف الذي يسعى إليه المنظمون هو توسيع قاعدة الاستقطاب، وأن مستوى النقاش كان هزيلا، وأن مغالطات كثيرة طرحت بالأمس دون أن يسمحوا بتصحيحها، وأن استغلال معاناة الناس للركوب عليها، ليس من الأخلاق في شيء،وأن استغلال رحلة استكهولم لخدمة أجندة حزب العدالة وذراعه جمعية مغربية التنمية وحضورهم لقاء سعد الدين العثماني في لقاء نظم هناك على حساب وقفة الشرفاء دعما للقضية الوطنية، لا يمت للحس الوطني بصلة، لأنه كان من المفروض أن يلتزم الجميع بإنجاح الوقفة وببرنامج الوقفة.

إن من يستغل إمكانات الدولة لخدمة أجندة حزبه وجمعيته، قد جعل مصلحة حزبه قبل مصلحة الوطن، وإنه آن الأوان لمعرفة مصدر الإمكانات المادية الهائلة التي أصبحت لدى جمعية مغرب التنمية دون غيرها من الجمعيات، وآن الأوان لفصل الدين عن الدولة وعدم استغلال المؤسسات الدينية لخدمة أجندة حزبية. وللحقيقة إننا ساهمنا فيها مسعاة لمرضاة الله لا لخدمة حزب يسود اليوم وينقرض غدا لأنه لا يؤمن بقيم الديمقراطية والرأي الآخر، بل واحترام حتى ما ورد في كتابه العزيز حينما أمر بمجادلة حتى أهل الكتاب بالتي هي أحسن، وبالأحرى إخوانك في العقيدة والقيم المشتركة.