السبت 27 إبريل 2024
كتاب الرأي

العلامة الحسيني:نزهوا الحسين عن بدعکم و لا تستغلوه في سياستکم

العلامة الحسيني:نزهوا الحسين عن بدعکم و لا تستغلوه في سياستکم

منذ أن استتب الامر لنظام ولاية الفقيه في إيران بعد أن فرض نفسه بالقوة و أقصى الاخرين او قضى عليهم بمختلف الطرق و الوسائل و السبل، قام هذا النظام باستغلال الدين من أجل تحقيق أهدافه و غاياته وحاول إظهار نفسه بالممثل الوحيد للإسلام وحاول الايحاء من خلال ذلك بأن الآخرين يمثلون إسلاما غير صحيح او کما يصفه"الاسلام الامريکي"، وبهذا فهو قد أسس ومنذ بداية مجيئه للاختلاف و الانقسام و شق وحدة الکلمة والصف للأمة الاسلامية.

نظام ولاية الفقيه و مثلما سعى لاستغلال قضية القدس و شعيرة الحج و توظيفهما لأهداف وغايات سياسية، فإنه حاول بکل مافي وسعه من أجل استغلال قضية الامام الحسين و استخدامها في سياق يخدم سياساته بما يوحي أنهم لوحدهم من يمثلون الحسين و يعبرون و يتکلمون باسمه، والأهم و الأخطر من ذلك أنهم ألبسوا قضية الحسين لباسا طائفيا ضيقا بحيث جعلوا منه أداة و وسيلة لتمزيق و تشتيت و تفتيت الامة الاسلامية و دفعها للتناحر فيما بينها.

هذا النظام الذي استغل قضية الحسين إستغلالا بشعا يتنافى و يتناقض تماما مع حقيقة وواقع أمرها، رکز خلال إحياء مراسم ذکرى عاشوراء على ممارسات هي بدع لاتمت للحسين بصلة، خصوصا وان علماء کبار من الشيعة نظير آية الله الدکتور مرتضى مطهري قال:" ان التطبير والطبل عادات ومراسيم جاءتنا من ارثوذوكس القوقاز وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم."، کما إن آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله قد ذکر" ... كضرب الرأس بالسيف أو جرح الجسد أو حرقه حزنا على الإمام الحسين (عليه السلام) فانه يحرم إيقاع النفس في أمثال ذلك الضرر حتى لو صار مألوفا أو مغلفا ببعض التقاليد الدينية التي لم يأمر بها الشرع ولم يرغب بها."، أما آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي فقال في رد على سٶال حول إدماء الرأس و ماشاکل:" لم يرد نص بشرعيته فلا طريق إلى الحكم باستحبابه"، لکننا لو أمعنا النظر فيما يسعى ويٶکد عليه نظام ولاية الفقيه فإنه يسعى باتجاه جعل تلك الممارسات تشکل جانبا أساسيا من إحياء ذکرى عاشوراء.

نظام ولاية الفقيه لم يقف فقط عند حد إلصاق البدع بقضية الحسين والسعي لجعلها کأحد المسلمات، وانما تجاوزها الى استغلال اسم الحسين وتوظيفه لأغراض و مرام سياسية بحتة بحيث أن البعض في هذا النظام يضع نفسه في مقام الحسين ويصف نفسه وخطه السياسي بأنه"حسيني" وحتى أن الحروب التي يخوضها هذا النظام ومع أنها ظالمة و غير مبرئة للذمة لکنه مع ذلك يصفها بأنها حروب حسينية و ترفع فيها راية الحسين و الحسين من کل هذا براء، فليست الحروب التي أشعلها هذا النظام في سوريا و العراق و اليمن هي حروب حسينية مطلقا وانما هي حروب ظالمة لاتمت للإمام الحسين بأية صلة.

الحسين کان و سيبقى مدرسة للأخلاق و القيم و المثل العليا، وهو نبراس و منار يدعو للوحدة والالفة و ليس للکراهية و الاختلاف والتناحر والحقد والبغضاء، وحري بهٶلاء الذين يريدون أن يحصروا الحسين في مساحة ضيقة کضيق أفقهم و تصوراتهم، أن يتعلموا ويتعظوا قليلا أمام رجل مثل غاندي الذي قال:"تعملت من الحسين كيف أکون مظلوما فأنتصر"، ولذلك فإن الحسين ليس فقط حکرا على الشيعة او السنة بل هو للإنسانية جمعاء، ومن هنا فإنه حري علينا أن نتعلم من الحسين و نتعظ منه و من واجبنا أن نرفع صوتنا ونخاطب مستغلي قضية الحسين أن: نزهوا الحسين عن بدعکم و لا تستغلوه في سياستکم.