الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

فضيحة فوق مكتب وزير النقل: حافلة تتحول إلى تابوت بين مراكش والبيضاء

فضيحة فوق مكتب وزير النقل: حافلة تتحول إلى تابوت بين مراكش والبيضاء

كنت في رحلة من مدينة مراكش إلى موطني بالبيضاء واخترت أن أستقل الحافلة كباقي المواطنين، وبدأت المشاكل من أول وهلة، حيث ذهبت إلى محطة الحافلات بمدينة مراكش فوجدت إحدى الحافلات على أهبة الانطلاقة خارجة من المحطة على أنها ممتلئة. أخذت تذكرة كباقي الركاب، فلما استقليتها وجدتها فارغة من الركاب، انزويت في مقعد في المقدمة بجانب السائق وبعدها رجعت الحافلة إلى المحطة إلى حين أن تمتلئ. بقينا لمدة تزيد عن الساعة وكان حينها سائق آخر غير الرسمي هو من يجلس خلف المقود، مرة يتقدم إلى الامام ومرة يرجع إلى الخلف مستعملا المنبه الصوتي ليوهم ضحايا آخرين بأنه حان وقت الانطلاقة وهو يدخن سيجارة من وراء سيجارة.
وبعدها جاءني أحد الأشخاص آمرا إياي أن أنتقل إلى مكان آخر بدعوى أن المقعد الأمامي محجوز لأحد الركاب. رفضت أن أنتقل إلى مقعد آخر وتشبثت بالجلوس في المقعد فأشبعني بالسب والقذف وتجاهلته. ومع مرور الوقت تبين لي أن السيد الذي أمرني بتغيير المكان هو السائق الفعلي للحافلة. وحوالي الساعة الثانية عشرة انطلقت الحافلة والسائق في حالة غضب شديد وهو يدخن سيجارته داخل الحافلة.
وبعدها كما تبين الصور لكم بدأ في استعمال الهاتف لأكثر من 10 مرات، وفي بعض المرات يستعمل الهاتف بيمناه والسيجارة بيسراه كما هو موضح في الصور ضاغطا على المقود بمرفقيه وهو في حالة هستيرية، ولما نبهته أنا وأحد الركاب صاح في وجهنا "ماشي سوقكم وانه كيعرف اش كايدير".

وبعدها أخذ هاتفا آخر من النوع الذكي وبدأ يبحت عن فيديوهات الأغاني وهو يسوق الحافلة، حينها نبهته مرة أخرى وطلبت من أحد مساعديه أن يتكفل هو بالبحث عن الفيديوهات وفعلا تمت العملية. بعدها واصل السير وبين الحين والآخر يتثاءب من شدة التعب وقلة النوم. ولما وصلنا إلى اقليم سطات إذا بنا نسمع صوت انفجار إحدى العجلات الخلفية للحافلة التي بدأت تميل يمينا وشمالا وأصوات الراكبين تتعالى إلى أن وقفت الحافلة. لما وقفت الحافلة طلب منه أحد الركاب فتح الباب لأن زوجته أغمي عليها فرفض السائق وهو يجيبه "موتوا كاملين اش باقين كتسناو".
ولما نزل الركاب من الحافلة فتح الباب المخصص للأمتعة، فإذا بي أجد أحد مساعديه نائما فيه وبعدها جاءت سيارة الديباناج وقامت بما يجب القيام به واستبدلت العجلة بعجلة أسوأ من الأولى. ولما أردت أن ألتقط لها صورة لها ضربني مساعده بالبينسا وطاردوني، وبعدها استنجدت بأحد السائقين وأقلني معه إلى مدينة الدارالبيضاء.

تلكم ملخص لما يعانيه الركاب مع امثال بعض الذين يسند لهم امر المسافرين.
للإشارة الحافلة تحمل "رقم 6 ب 74656" وهي في ملكية نقل جوهرة الرباط.