الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

حسن شاكر:مـن يتحمل استثناء الجالية من التمرين الديمقراطي...!؟

حسن شاكر:مـن يتحمل استثناء الجالية من التمرين الديمقراطي...!؟

من حقي أن لا أحتـرم بعض الـسياسيين ...ومـن حقـي أن أنْــبُـذ كـل الـسياسويـين والـشعبـويين الـذين مـيعُــوا  الممارسـة الـسياسية وجعلـوها مـطـية  لأغـراضهـم الـشخصية بـل شـأنـا عـائـليا قـابـل للـتوريث وطعمُـوها بمُصاهـرات  سيـاسيـة واقـتصادية... حتى أصبح البرلمـان مكـانـا  لـصلة الرحـم لبعض الـعائلات الـنافـذة...

نـفس الـوجوه ونـفس الـخطاب...ولَــد عـدمـية لـدى فـئات عريضة من المجتمع ونـتـج عنه عـزوفـا  سيـاسيا وهو بالنسبة للمواطن كـهــدف ضد مـراماه...

خطـاب 20 غشت 2015 هو ثــورة في حـد ذاتـه حيث تـناول بامتعاض تـفاصيل ممارسات انتخابية كإستعمال الـمال و" الـشنـاقـة "..ونبـه إلى أن طــوق الـنجاة يتلخص في ثــلاث حُـروف " صــوتْ "..

وهي دعــوة صريحة الى الـعـودة لممارسة الـسياسة الحقيقية أي الـبناء وتنظيـم مجالات حيـاتـية ..وأن المشكـل ليس في السياسة كعـلم وممـارسة بـل العيب في السياسويين والإنـتهـازين والـمـرتـشين والـفـاسدين...

"صـوت " كما جـاء في خطاب 20 غشت هـو السلاح الحضاري الـوحيد الذي يُـمكـن المواطن الــعادي من مُحـاسبة وجلـد أي سياسي أو مشروع سياسي حـزبي...

بحيث لا يمكن لعـاقـل مهـما بلغـت ظـروف الممارسة قـتـامة وسوداوية , أن ينصحـنا بالـتخلى عن سـلاح " الـتصويت " لأننـا بدلك سنتخلى عن  تضحيات أحـرار هـذا الـوطن و لـن نحتـرم كـل الـمناضلين والحقـوقـيين والمختفـون والمعتقلـون السياسيـون الـدين دافعـوا عن الحقـوق الــدستورية وتبـنُـوا شـعـار " صـوت أجل غــد أفـضل..."

"صوت" تعـني أن الـديمقراطية جعلـتـنـا شُـركـاء في هـذا الـوطن وعــدم التـصويت يعني التـخـلي عن حصتـك فيه.. كما يعني عـدم إمكـانية محاسبة الـمسؤولين لأنـك لـم تــوقـع معهــم بتصويتك على تعـاقـد دستـوري واجتماعي...لأن التصويت هو حـق و واجـب..

"صـوت "  تعني الـثورة الـقادمة هي بــدون شك ثــورة في المفاهـيم و في تجـديد الخطاب السياسي وقبـل كـل ذلك تـجديد الـنُخب الـسياسية...

الـيساري والرئيس السابق للجمهورية الايطالية سانـدرو بيرتيني يقـول أن الشباب لا تـنقـصه الـرغبة في المشاركة السياسية بل في الافتقار للـقُـدوة الـسياسية...ولمحـة سريعـة لـزعامات المشهد السياسي المغربي كـافية لإخبـارنا عن وجـود الـقــدوة السياسية للـشباب من عـدمها..!!

"صـوت " مسؤولية الأحـزاب أيضـا ومدى نجاحها في تـأطيرهـا للجماهيـرو تربيتهـم على أن أول خطـوات الـحـرية هي الحـرية في اختيار المُنتخبيـن حسب معاييـر الكـفاءة وليس بشـراء الـذمم والمتاجـرة بمآسي الفقـراء و المهمشيـن من الـناخبين...

" صـوت " تعني إشـراك المهاجرين في الـشأن المحلي... بكل جـدية وليس فقـط رفـع شعـارات على مقـاسات انتخـابية وديماغوجـية وهـذه مـناسبة نُـسـاءل  وبكـل  قــوة كـل تلك الأحــزاب التي تتـغنى  بـدفاعهـا عن المهاجرين بــل وقـدمت مشاريـع قــوانين للمشاركة السياسية...

فـكـم عـدد وكـلاء اللــوائح الانتخابية من المهاجرين...؟؟ مع العلـم أن لهـم كُـتاب إقـليميـون و مـنسقـون و مناضلـون خاصة في أروبــا...أعتـقـد أن عـدم تـسمة وكـلاء من المهاجرين سيجعل تلك الأحزاب تُـخطئ اللحظة التاريخية وسـتـكـشف عن جديـتـها في هـذا التـمرين الديمقـراطي للجـالـية..!

إن عــدم وجود بعض المهاجرين على رأس اللـوائح وأيضا عـدم تــرشحهم سـواء بـألـوان حزبيـة  أو كـمُستقـلين لخـدمة الـشأن المحلي بالمغـرب, سيجعل الإعتقـاد قـريب بـرغبـة مجموعة صغيرة من المهاجرين في  تسـويـق أسمائهـا من أجـل ضمان الالتحاق بإحـدى المجالس الإستـشـارية بالـتعـييـن..أكـثـر منه إلى النضال والمطالبة بحق دستـوري..

نيكـولـو ميكيافـيلي صاحب كتاب " الأميـر " من أروع ما قال أنه "...أن تكون حاضرا أو موجودا..." والحضور مقـرون بالـوقت المُناسب وبالـوجود قُـرب الحدث أو الشيء مخـافـة أن يكـبـر ويـتـعـقـد حـلـه....

وهُنــا نستحضـر أيضا  ثــلاثة حـروف " صـوت "...حتى نُحـدد مكـان تـواجـدانا وحضورنا من تسييـر الشأن العــام...

بعـد خطاب العرش 30 يوليوز وهــزه  للجهـاز الديبلوماسي المغربي وتــوصيته ببلـورة إستراتيجـية لملـف الـهجــرة..جـاء خطاب 20 غشت مُـعـريــا وعلى رؤوس الأشهـاد عن ممارسـات بئـيسة وحمــلات انتخابية مـسْـقـية بالمال..ومُنبـهـا أن الـمقاطعة أو العـزوف هـو في صالح جُـيـوب الـفـساد والمفسديـن وقـنـاصُـوا الـريع... لـذلك فالـتصويت يُــرعبهُـم ويـهُـز مصالحهُـم...

الخطاب حمـل ثــورة مُـقـدمـتـها صُوتـك هـو سيـاطًــك في وجـه كل مسـؤول فـاسـد  وأن " الـوقْـت تْــبـدْلاتْ.."..الساخـر روبيرتـو بينيـني يقـــول أن الأب الــذي يُعنف أبنـاءه لا يعني أن الأبُــوة شيء قـبيـح, بــل الـقـبيح هو ذات الأب وهـــوتمـاما كـالـسياسة يجب أن نُحـبها ونـكــرهُ الـسياسيــون الـفـاسدون...

وحتى لا يـتـركـنا قـطار الـتاريخ في محطـة "مـامصوتينش "  أُفـضل ثـلاث حروف.." صــوتْ " لأنه القـلـم الأحمـر الـذي يمكن المـواطن العـادي مـن تـقييـم الـمرشحيـن ويـحـدد مصيـرهـم.. بيُـكـرر أو ينتـقـل أو لا يُعـتـبـر....