السبت 20 إبريل 2024
سياسة

الباحث حضراني: بروفيل السياسي بالمغرب انتقل من المناضل القتالي إلى المناضل الانتهازي

الباحث حضراني: بروفيل السياسي بالمغرب انتقل من المناضل القتالي إلى المناضل الانتهازي

تعليقا على "الحرب الطاحنة" التي تدور رحاها داخل الأحزاب السياسية، وحمى الترحال السياسي "للكائنات الانتخابية" من هيئة حزبية إلى أخرى للظفر بمقعد وكيل اللائحة. اتصلت "أنفاس بريس" بأحمد حضراني، الأستاذ الباحث بجامعة المولى إسماعيل بمكناس، الذي أفاد الموقع بشروحات شخَّص فيها أهم الأسباب التي تتحكم في الترحال السياسي أو الحزبي ونحن على مشارف الانتخابات الجماعية..

وفي هذا السياق، يرى حضراني، أنه ليست هناك حاجة للتدليل أو الجدل حول مسألة الترحال السياسي أو الحزبي، التي هي مألوفة في هذا المشهد المغربي. لذلك يمكن ارجاعها لعدة أسباب، أولها ما يتخذ طابعا قانونيا، وفي هذا يوضح الأستاذ الباحث بأن اعتماد المغرب على نمط الاقتراع اللائحي في انتخاب أعضاء المجالس الجماعية، داخل الدوائر التي يتجاوز عدد سكانها 35000 نسمة، وتطبيق  ذلك في الانتخاب المباشر لأعضاء المجالس الجهوية، سيؤجج من حرب "داحس والغبراء" على رئاسة اللوائح؛ باعتبار أن رؤساء اللوائح هم الذين سيكونون مؤهلين لخوض مباراة التنافس حول رئاسة هاته المجالس.

ومعلوم، يضيف حضراني، أن الرؤساء ونوابهم وأجهزتهم المساعدة هم الذين يحصلون على التعويضات، ويحتكرون امتياز التسيير، ويحصدون المنافع، ومن يتموقع في المعارضة يحكم عليه بالتهميش، وهذا ما يبرر التسابق على التربع في رأس اللائحة. كما أن التقطيع الانتخابي وتقليص عدد المنتخبين، بحسب الأستاذ الباحث، يشجع المرشحين على الترحال؛ بحثا عن الحزب الذي يزكيهم على رأس اللائحة، الضامن لهم حجز المقعد في المجلس التداولي مقارنة مع أولئك المرتبين في وسط أو ذيل اللائحة المغلقة.

ويستطرد محدث "أنفاس بريس"، بأن السبب الثاني يكتسي طابعا سياسيا، من منطلق أن تغييب الديمقراطية الداخلية لدى الأحزاب السياسية في تدبير الاختلاف واحتواء التيارات وامتصاص التوترات، وعقلنة الطموحات وإغفال إقرار مساطر خاصة، شفافة ومتوافق حولها بخصوص الترشيحات، كلها عوامل تساهم كليا أو جزئيا في التسابق حول التزكيات والتطاحن على رئاسة اللائحة.

أما بخصوص السبب الثالث، فيرجعه حضراني إلى ما هو ثقافي، مشيرا إلى أن من ألف المقاعد الانتخابية والمناصب الانتدابية يصاب بحمى الترشيحات وشوكة الانتخابات عند كل استحقاق. وهؤلاء الذين يعيشون بالسياسة وليس لأجل السياسة، يقول، مستعدين لتغيير جبتهم الحزبية، تحت عباءة لائحة حزبية أخرى، ترتبهم في مراتبها الأولى، مع العلم أن هناك "كائنات انتخابية" لها حصون انتخابية، تضمن لهم مقاعدها (في إطار نوع من الشخصانية والتقليد، التي تجوف الأسلوب اللائحي ومغربته)، وفي ظل السلوك السائد، سلوك المناضل الانتهازي الذي حل محل المناضل القتالي.

ومن جهة أخرى، يسترك أحمد حضراني، فإن التزكيات المفروضة قسرا من طرف الأجهزة الحزبية، ويشكل مفاجئ لبعض المناضلين أو المنخرطين، وتزكيات آخر لحظة، أي تزكية الأعيان، و"مول الشكارة" العديمي العلاقة بالحزب، تشعل فتيل حرب رأس اللائحة والترحال. وهاته السلوكات، يختم الدكتور حضراني، تطمع في حصد المقاعد الذي يظل مصلحة ضيقة، في حين يسيء إلى المشهد الحزبي ويدفع نحو العزوف باعتباره أشد ما يضرب المصلحة الوطنية في العمق.