تداول رواد فيسبوك المغاربة في الأسبوع الأول من أيام رمضان الجاري، فيديو عبر اليوتيوب، يظهر فيه شخص وهو يعنف أطفالا صغارا ويضربهم بلوح خشبي ضربا مُبرحا ويركلهم، دون رحمة أو شفقة، وقد تناقل العديد من رواد الإنترت المصريون والمغاربة هذا الفيديو، الذي كتب عليه عبارة جد مؤثرة باللهجة المصرية مفادها أن الشخص المعني مدير دار أيتام بمصر يعذبالأطفالويضربهم !! وأضاف ناشر أو ناشرة الفيديو عبر الويب عبارة (انشروها اعزائي للمساعدة في القبض عليهاسمو (...) مدير دار مكه المكرمه لرعاية الايتام في شارع الهرم فيمصر، شوفوا كيف بيتعامل مع الاطفالاليتامىلمجرد انهم شغلواالتلفزيون!! قال يعني جايبو من بيت أبوه الـ (...). فوق ما الدنيا ظلمت الولاد لأ كمان ناقصين هاذا (الـ .....) يعذبهم!). أحد رواد الإنترنت المغاربة شارك اليوم 25 يونيو 2015 الفيديو على نطاق واسع وعلق عليه بعبارة (منذ سنة أو أكثر لست أعلم أين وصلت قضية هذا الحيوان المتسلط؟ وإني لأنتظر بفارغ الصبر انتقام الله فيه فمن علم شيئا فليثلج صدورنا فوالله إن الأمر ليدمي القلب ويبكي العين وشكرا). وقد رق قلب العديد ممن شاهدوا الفيديو لحال اليتامى الذين ظهروا في الفيديو، وهم يتلقون ضربات قاسية بلوح خشبي على يد من يُفترض فيه حمايتهم وتوفير الأمن والرعاية لهم، وتناسلت التصريحات والتعليقات الساخطة التي صبت جام غضبها على المدير، ويتساءل العديد من رواد الإنترنت المغاربة عن مصير هذا المدير بعد انتشار الفيديو. "أنفاس بريس" قامت بجولة في العديد من وسائل الإعلام المصرية الإلكترونية والورقية واستنتجت أن الفيديو نشر في السنة الماضية وبالضبط في تاريخ 3 غشت 2014، كما قرأنا لكم خبر إلقاء القبض على المدير المذكور، ويرجع تاريخ نشر أخبار عن اعتقال المدير المذكور إلى9 من شوال 1435 هــ 5 أغسطس 2014، فقد صدر بجريدة الأهرام المصرية العدد 46628 مقال حول الموضوع عنوانه (القبض على مدير دار مكة لرعاية الأيتام).وجاء في مقال جريدة الأهرام أن رئيس نيابة حوادث جنوب الجيزة كان قد استمع إلى أقوال مديرة دار رعاية الأيتام، ونفت تعرض الأطفال للضرب أو التعذيب وأكدت أنها مسئولة عن رعايتهم صحيا ونفسيا وكانت ترفض قيام مدير الدار بسبهم أو حتى توجيه اللوم لهم. وبعدها كان مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة قد أجرى معاينة بدار الأيتام وتم ضبط 10 عصي غليظة، تبين أنها من نفس النوع الدي استخدمه المسؤول الذي ظهر بالفيديو خلال تعذيبه وضربه للأيتام، وكان هذا المسؤول قد فرَّ فور علمه ببحث الشرطة عنه للتحقيق معه في الاتهام الموجه له. وكانت النيابة العامة قد ضبطت 8 كاميرات بدار الأيتام ثم ارسالها إلى مصلحة الأدلة الجنائية لتفريغها وعرض مابداخلها من صور، كما كانت قد أمرت بعرض 13 طفلا على مصلحة الطب الشرعي لتحديد إصاباتهم وأسبابها وكيفية حدوثها، ودائما حسب جريدة الأهرام المصرية "استمعت الشرطة إلى أقوال السبعة أطفال الذين تعرضوا للتعذيب على يد مسؤول الدار، حيث أكدوا أنه دأب على ضربهم وكيهم بالنيران وركلهم وطرحهم أرضا ثم دهسهم بحذائه وحلق شعرهم، وأضافت الجريدة أن الاطفال المعتدى عليهم تراوحت أعمارهم ما بين ثلاثة سنوات وتسع سنوات". ويذكر أن جريدة الأهرام نقلت عن مصادر أمنية أن التحريات قد توصلت إلى هروب واختفاء المدير داخل شقة بنهاية شارع الهرم، قبل أن يتمكن لواء مصري من القبض عليه إذ بعد التحقيق معه كان قد اعترف بارتكابه للأفعال المنسوبة إليه. وذكرت بعض مصادر الإعلام المصرية أن محكمة "جنح مستأنف" العمرانية كانت قد قضت يوم الاثنين 24 نونبر 2014، بتأييد الحكم الصادر من محكمة أول درجة بالحبس لمدة 3 سنوات مع الشغل، إذ توبع المدير بتهم (استعراض القوة، والعنف على الأطفال بدار الأيتام وكفالة ألف جنيهًا). كما صدر قرار من محافظ الجيزة (الدكتور علي عبد الرحمن)، بحل دار مكة المكرمة لرعاية الأيتام، بشارع الهرم، وتعيين لجنة مكونة من ثلاثة أشخاص للإشراف على الدار بشكل مؤقت، لحين انتخاب مجلس إدارة جديد.
خارج الحدود