فوجئ جميع النواب البرلمانيين الذين حضروا جلسة الأسئلة الشفوية، بحر هذا الأسبوع، عندما تناهى إلى سمعهم صوت نائب رئيس مجلس النواب محمد يتيم وهو ينادي على امحند العنصر بصفة وزير للفلاحة. حينها عمت موجة من التساؤل والاستغراب كذلك بين الحاضرين، بناء على أنهم لا يعرفون الأمين العام لحزب الحركة الشعبية حاليا سوى وزيرا للشباب والرياضة.
حتى أن منهم من استفسر عما إذا حدث تعديل حكومي جديد دون أن يخبرهم بذلك رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، أو أنه هو الآخر لا علم له بالموضوع. كل هذا حدث قبل أن يأتي النبأ اليقين مؤكدا كون محمد يتيم هو من أخطأ في تحديد الموقع الحكومي الحقيقي للعنصر، وبدل أن يطلب رده على إحدى الأسئلة كوزير للشباب والرياضة خاطبه بصفة وزير للفلاحة.
الأمر الذي خلف وراءه فتح نقاش ثان ولو في الخفاء حول الدواعي التي حدت بنائب رئيس مجلس النواب إلى الوقوع في تلك الزلة اللسانية عن شخص دشن اقتحامه عالم تحمل المسؤوليات الحكومية منذ عام 1969. فكانت ردة فعل القاعة أن فجرت معها ضحكات بعض النواب فيما أثارت بالمقابل حفيظة العنصر الذي بدا على ملامحه نوع من الضيق والنرفزة، خاصة وأن هناك من اجتهد ليقرأ، بحسبه، ما بين سطور الواقعة.
إذ في الحين الذي سلم البعض بكونها طرأت سهوا من رفيق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بحزب "المصباح"، شكك البعض الآخر في ذلك الاحتمال، إلى أن ذهب لحد اعتباره متعمدا من قبل محمد يتيم لغاية استفزاز امحند العنصر، البالغ 73 سنة، باعتباره الرجل الذي حاز على الرقم القياسي في التنقل بين الوزارات المغربية، وبالتالي لم يعد من السهل التركيز على أية مسؤولية يتحمل الآن.
ويكفي التذكير بأنه وخلال الولاية الحكومية الحالية فقط، طلع على المواطنين وزيرا للداخلية، ومرة أخرى على رأس وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني، قبل الحلول محل زميله في الحزب محمد أوزين كوزير للشباب والرياضة. مع العلم أنه تقلد حقيبة وزير للبريد والمواصلات السلكية واللاسلكية ما بين سنتي 1981 و1992، ووزيرا للفلاحة والتنمية القروية عام 2002، كما أنه شغل موقع وزير للدولة ضمن تشكيلة حكومة عباس الفاسي.
